سعود المولى... العلمانية الفرنسية عندها مشكلة مع علمانيتها

alrumi.com
By -
0
عن الفايسبوك

في قضية الإجراءات الفرنسية ضد بعض مظاهر التدين الاسلامي الشعبي، من المهم أن ننتبه إلى الأمور التالية:
١- القرارات فرنسية وفرنسية فقط ولا علاقة لكل بلدان الغرب العلمانية بها. المسلمون في كل هذه البلدان لا تضايقهم أي إجراءات. فاتركوا لنا مسألة العلمانية على جنب. هذه مسألة فرنسية بامتياز ووحدها العلمانية الفرنسية الأصولية المتطرفة عندها مشكلة مع علمانيتها أصلًا وهذا ما كتبه ويكتبه مئات المثقفين الفرنسيين المدافعين عن الحريات والديمقراطية.

٢- وفرنسا عندها مشكلة ثانية أساسية هي مشكلة اندماج الشباب الفرنسي من أصل مغربي من أبناء الجيل الرابع، أبناء الضواحي المهمشين والطافرين خارج المجتمع والدولة. ليس صدفة أن داعش وجدت لها صدى بين هؤلاء وهؤلاء فقط في كل الغرب العلماني .

٣- الجيل السابق من الجهاديين الأمميين كان من القاعدة (بن لادن-الظواهري)وتمركز وسط الشباب العربي الخليجي والهندي باكستاني في بريطانيا وغيرها وكانوا متعلمين ومثقفين وكانت حوافزهم أيديولوجية ترتبط بمحاربة الغرب في عقر داره بعد حرب العراق الأولى ١٩٩١. وسبقهم في الجهاد الأممي اليسار الثوري من كارلوس إلى وديع حداد إلى غيره. الجيل الداعشي الجديد فرنسي مغربي لا علاقة له بالدِين أو الالتزام الأيديولوجي بقضايا أممية. شباب غير متعلم وفي غالب الأحيان منحرف وخريج سجون وإصلاحيات للأحداث الجانحين وهم من جيل متوحش نتاج تهميش متوحش. 


٤- القرارات الفرنسية (منذ أول قرار يتعلق بمنع الحجاب) لن تؤدي إلا إلى تفاقم الشعور بالحرمان والقهر والتهميش والاحتقار والإذلال وهذه هي الأرض الخصبة لأفكار التوحش الداعشي.

٥- ولا يأتي من يقول لنا إن على المسلمين التزام قوانين البلاد التي هم فيها.نعم عليهم التزام القوانين ولكن هذه ليست قوانين دستورية علمانية عادية بل إجراءات وتدابير أصولية جائرة صادرة عن ردود فعل شعبوية وغاياتها شعبوية فرنسية انتخابية. وهي قرارات يعارضها الكثير من الفرنسيين وغالبية الغرب الحضاري العلماني. وهي تضاعف من حمى الاسلاموفوبيا ونقيضها التوحش الداعشي في آن. وليس علينا أن نكون ملكيين أكثر من الملك بل أن نكون إنسانيين وديمقراطيين وأصحاب رؤية لكيفية إنقاذ العالم من التطرف والإرهاب.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)