نديم قطيش: أين أخطأ الرئيس السنيورة؟ - الرومي

Breaking

Home Top Ad

Responsive Ads Here

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

نديم قطيش: أين أخطأ الرئيس السنيورة؟


لم يخطىء الرئيس فؤاد السنيورة، بالحديث عن الصفات التمثيلية المذهبية لكل من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام. أما إعتذاره فهو فائض لياقة، هو حر في تقديرها. 
المقارنة صحيحة ومعيارية، حيث أن ثمة جهات في البلد تريد أن تحشر الرئيس سعد الحريري في زاوية أنه يرفض إنتخاب الشخصية الأكثر تمثيلاً على المستوى المسيحي بينما يلتزم بالأكثر تمثيلاً عند المسلمين، سنة وشيعة. هذا تزوير للوقائع، والحقيقة أن ما قاله الرئيس السنيورة مجتزأ وليس خاطىء بالضرورة.
صحيح أن حزب الله يفوق حركة أمل تمثيلاً عن الشيعة لكن الصحيح أيضاً أن حزب الله بصفته صاحب القوة التمثيلية الأكبر، وقوة السلاح الوحيدة في لبنان، هو من إختار نبية بري رئيساً لمجلس النواب ولم يرضَ يوماً بأي مقايضة عليه، وذلك بموجب شروط صفقة الثنائي الشيعي التي ارستها نهاية الحرب الدموية بين الطرفين. وبالتالي فإن الشيعية السياسية هي فقط من تمارس حق أن يتولى الاكثر تمثيلاً فيها (أو من يقرره الاكثر تمثيلاً)، المنصب المخصص للطائفة في النظام السياسي اللبناني. 
وهنا استثني خصوصية الزعامة الدرزية من النقاش. فهي تمارس حق تولي الاقوى فيها المناصب المخصصة للطائفة، لاسباب تاريخية لها علاقة بطبيعة تشكل الزعامة عند الدروز خلافاً لبقية الطوائف اللبنانية.
أما سنياً فمن أصل ١١ عاماً تولى فيها الرئيس سعد الحريري زعامة السنة في لبنان حتى الآن، لم يكن رئيساً للحكومة الآ سنة واحدة. ومر رئيسان لم يختارهما هو، هما الرئيس نجيب ميقاتي (مرشح تيري رود لارسن في المرة الأولى ٢٠٠٥ ومرشح حسن نصرالله في المرة الثانية ٢٠١١)، والرئيس تمام سلام (مرشح الثنائي بري جنبلاط، وموافقة متأخرة وإخراجية لسعد الحريري، وإن لم يكن الحريري ليمانع نتيجة الرابط التاريخي مع آل سلام!)
عليه فإن نظرية الأكثر تمثيلاً في طائفته لم تمارس سياسياً الا في كنف الشيعية السياسية ومن دون إنقطاع منذ العام ١٩٩٢، فيما خضعت بقية الطوائف الى إملاءات الظرف السياسي الذي حكم الانتخاب الرئاسية او الاستشارات الملزمة التي تسبق تكليف شخصية ما تشكيل الحكومة. 
بهذا المعنى فإن ما تطالب به بعض الاصوات المسيحية، هو المساواة مع الشيعية السياسية، وتحويل ثنائي عون-جعجع الى ثنائي شبيه بأمل-حزب الله، وليس المساواة مع المسلمين عامة. فما تعتبره هذه الاصوات إجحافاً بحق المسيحيين يمارسه المسلمون، هو في الواقع تزوير، حيث أنه إجحاف (لو تبنينا المصطلح تجاوزاً) لاحق بحق السنة في لبنان بمثل لحاقه بالمسيحيين. وما يعتبرونه إجحافاً هو في الواقع صلب النظام السياسي اللبناني، المحكوم بتوازنات العيش المشترك، والذي جاء ببشارة الخوري رئيساً بدلاً عن الأقوى مسيحياً يومها إميل إده، وصولاً الى سليمان فرنجية بدلاً عن أى من الاقوياء الثلاثة بيار الجميل وريمون اده وكميل شمعون.. المطلوب إذاً تعديل روح النظام والذهاب به الى فدرالية مذهبية، وليس انتحال صفة المساواة مع المسلمين. 
هذه معركة مشروعة بشرط تسميتها بإسمها الحقيقي وفتح النقاش الجدي حول العقد الاجتماعي بين اللبنانيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات