حكم البابا... عن انتهازية وليد البني

alrumi.com
By -
0
منذ بداية الثورة وخلال بحثه عن ظهور إعلامي يؤمن له دوراً كان وليد البني يتصل بي يومياً ليقول أن القناة التلفزيونية التي أعمل بها لم تتصل به ليظهر على شاشتها، ويطلب أن أذكرهم به، ولم يفكر للحظة بالشهداء الذين قد يسقطون جراء عقد مؤتمر الانقاذ الذي كان مقرراً عقده بالتزامن بين اسطنبول وقاعة مستأجرة في حي القابون بدمشق، وهذا ماحدث فعلاً فقد تمكن النظام من منع استخدام قاعة القابون وقتل عدة شباب بسبب هذه الخطوة المرتجلة وغير المحسوبة، وقبل خروجه من سورية سألني كم تكفيه الخمسة آلاف دولار التي يملكها كنفقات سكن ومعيشة في باريس؟ فقلت له: ثلاثة شهور في أحسن الأحوال، وبعد خروجه من سورية اتصل بي ليسألني رأيي في الانضمام إلى كتلة ربيع دمشق التي يشكلها تمهيداً لدخول المجلس الوطني، فاعتذرت وقلت له بعدما شهدت ماحدث في مؤتمر أنطاليا، وعرفت أن مثل هذه المعارضة الفاشلة لايمكن أن تمثل أو تقود ثورة، وأني سبق لي أن اعتذرت من الدكتور برهان غليون عندما عرض مثل هذا العرض على السكايب بوجود عبد الكريم عفنان، وأني أحب موقعي كإعلامي وككاتب على أي موقع آخر، فقال لي وبالكلام الصريح الواضح: أما أنا فقد سجنت وأريد ثمناً لذلك، وعندما سألته عن الثمن الذي يريده؟ أجابني بالفم الملآن: على الأقل وزير، وكان خلال وجوده في المجلس الوطني يسرب لي كل مايحدث في اجتماعته التي يحضرها، وهو من أرسل لي فيديو حديث بسمة قضماني عن ضرورة وجود اسرائيل في الشرق الأوسط (والذي شكل لها وللمجلس فضيحة كبيرة وقتها بعد أن قمت بتوزيعه وكتابة مقال عنه في جريدة القدس العربي)، وذلك بعد أن أقصته عن مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني، وعلمت منه فيما بعد أنه كان يحتفظ بالفيديو لوقت حاجته إليه، وبعد تنقله بين باريس والقاهرة والدوحة ودبي بشكل ملفت خلال أكثر من عام سألته مرةً مازحاً: لك ماخلصوا هالخمسة آلاف دولار اللي طلعت فيهم من سورية، فقال أن أثرياء بلدته التل هم من يصرفون عليه.
بعد المجلس الوطني وفي بحثه المحموم عن الحصول على المقابل الذي يطلبه لسنوات سجنه انتقل وليد البني إلى الائتلاف وأصبح سفيره في بودابست، ثم رأيته برفقة هيثم مناع مع المبعوث الدولي ديمستورا، ثم انضم لحركة ضمير، إلى أن أصدر اليوم بيانه العجيب الذي يتحدث عن طرفين يتحملان مسؤولية الدم في سورية، ويساوي بين النظام والثوار تحت حجج انسانية، لاحساً كل كلامه السابق عن اجرام بشار الأسد، لتصبح الثورة والثوار متساووين مع مليشيات بشار الأسد في الاجرام والقتل وسفك الدم السوري، ويجمع التواقيع تحت هدف معلن هو وقف نزيف الدم السوري، وهدف خفي هو إعادة نفسه إلى دائرة الضوء، وتقديم صورته الجديدة إلى ديمستورا الذي يرتب طبخة تضم كل الانتهازيين والباحثين عن حصص ومناصب على حساب الموت السوري.
في حياتي ومن بين آلاف الانتهازيين الذين قابلتهم ويتميزون بنقل البندقية من كتف إلى كتف بلمح البصر، لم أجد شخصاً تنطبق عليه قصة الكاتب الروسي أنطون تشيخوف "الحرباء" أكثر من وليد البني!
ويكفي أن تقرؤوا أسماء الموقعين على بيانه لتعرفوا الجهة التي يقف معها!\

نقلا عن الفايسبوك

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)