كانت أول مرة تعرفت فيها على الطاهر وطار عندما نظم ندوة حول الكتابة والمسألة الوطنية بمسرح الهواء الطلق بداية التسعينيات أظن كانت الجاحظية في أول الطريق وتحمل مشاريع وافكار جديدة ..حضرت الندوة لاشاهد بعض الكتاب العرب الذين كان لهم صيت ونجومية مثل عبد اللطيف اللعبي وعبد المعطي حجازي وغيرهم ..
ثم ترددت مرتين أو ثلاث على مقر الجاحظية من أجل تصفيف مجموعتي القصصية الأولى وأذكر انه سالني ان كنت من العاصمة فقلت نعم وعند وطار التفاصيل مهمة جدا من اي جهة أنت وماذا تعمل؟ وأعتقد أنه كان ذا بصيرة في تحليل الناس وتشريحهم تشريحا كاملا حتى ياخذ نظرة عنهم ..
عندما حصلت الجاحظية على مقر جديد زرته مهنئا فعرض علي أن نخرج ونشرب قهوة في المقهى المجاور استغربت طبعا لان بالمقر الجديد نادي ومقهى ففهم استغرابي وقال : اعزمك على قهوة حقيقية وليس مثل قهوة النادي السيئة ..
في إحدى الملتقيات التي كان سيكرم فيها طلب مني أو اختارني لأقول فيه شهادة شكرته على حسن الثقة ثم قال لي مازحا " لو كان التكريم هذا ما فيهش نقود كثيرة سابهدلهم وأنصرف" صراحة لم أعرف كم كانت النقود لكنه قبل التكريم وقلت كلمتي التي شكرت فيها عمي الطاهر لانه فتح فضاء الجاحظية لنا جميعا..
يوم اسسنا جمعية " الاختلاف" ثارت ثائرته وكان يعتقد أن هنالك من في النظام يريد تشتيت المثقفين ..وانقطعت علاقتي لفترة طويلة ولكن ما ان التقى بي حتى سلم عليّ وربما ادرك أن الاختلاف لا يفسد للود قضية .
لا أنكر انه بمجرد أن حصلت الجاحظية على مطبعة صغيرة حتى اقترح علي نشر مجموعتي القصصية الثانية قال : سيغضبون لأنك لست عضوا في الجمعية ولكن انا مقتنع بك ككاتب ..
في فترة الدراسة الجامعية كان وطار يحضر لي العديد من الروايات العربية والعالمية يعيرني إياها ويحب ان نتناقش فيها بعد أن أتم قراءتها ..مرة فقط اعطاني رواية لكوبي ابي "امرأة الرمال" وسالني عن رأيي وحدثه عن رمزية الرواية فقال: حسنا سأطلع عليها...
عن الفايسبوك