تسفي برئيل...رسامة الكاريكاتير لن تسكت

alrumi.com
By -
0


صحف عبرية
Aug 31, 2016

«شكرا لكم، يا زعماء إيران، على النجاحات العظيمة التي حققتموها، على الارتفاع في عدد الاعدامات، على الارتفاع في معدلات البطالة وعلى الطلاب الذين يعملون في التسول»، هكذا وغيرها من «التحيات» اغدقتها رسامة الكاريكاتير ابنة الـ 29 أتنه فرجداني على مسؤولي النظام الإيراني، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني. ويتبين أن فرجداني لا تعتزم الاحتفاظ بفم مغلق. فقد نشرت هذه الرسالة على الفيس بوك بعد وقت قصير من تحررها من السجن في شهر ايار بعد أن قضت 18 شهرا من أصل 12 سنة حبس فرضت عليها. ليس واضحا ما الذي دفع محكمة الاستئناف إلى تقليص عقوبتها بهذا الشكل الدراماتيكي؛ فهل هذا كان الضغط الدولي، او الداخلي، والذي وجد تعبيره في تجند الصحافيين وبالاساس رسامي الكاريكاتير الإيرانيين في صالحها.

اتهمت فرجداني كالمعتاد، بإهانة النظام وزعمائه لأنها رسمت كاريكاتيرا وصفت فيه وزراء الحكومة على شكل حيوانات. بعد وقت قصير من إدانتها فتحت على الانترنت حساب تويتر نشر فيه رسامو كاريكاتير إيرانيون رسومات قلدت اسلوبها ووصفت مظالم الحكم. وسرعان ما انتشر الموقع، وذلك ضمن امور اخرى بفضل الاستضافة التي منحتها له صحيفة «الغارديان» البريطانية.

في مقابلة منحتها لصحيفة «واشنطن بوست» بعد تحررها روت فرجداني لأول مرة عن مصاعبها في السجن، حيث اجتازت ضمن امور اخرى فحص عذرية وحمل وأكدت ما رفضت حتى عائلتها الاعتراف به «بسبب القيود الثقافية والاجتماعية»، على حد تعبيرها. وقد ترافق تحررها باستبدال عقوبتها بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، يمكن لكل تعبير او كاريكاتير لها ان يجد صداه.

في كل الاحوال، لا مجال للقلق: فالسجون الإيرانية لن تبقى فارغة. هذا الشهر فقط حكم بالسجن ثلاث سنوات على الصحافي الكبير عيسى سحرحيز بتهمة «اهانة رجال الحكم والدعاية ضد النظام». وسحرحيز تاريخ طويل من الكفاح ضد النظام: فقبل أن ينشر مقالاته في موقع «روز» الإيراني ـ الذي قيل إنه أغلق لأسباب مالية ـ حول انتقاد حقوق الإنسان في إيران، كان يحرر صحيفة ليبرالية ويدير وكالة الانباء الإيرانية الرسمية «أرنا». وهو عضو في اللجنة المركزية لاتحاد حماية حرية الصحافة وتولى منصب نائب وزير الثقافة في عهد محمد خاتمي.

يعرف سحرحيز السجن جيدا، إذ قضى فيه أربع سنوات بين الاعوام 2009 و 2013 على تأييد الحركة الخضراء لمير حسين موسوي. وسعى سحرحيز إلى تعيين نشيطة حقوق الإنسان نسرين سودوتا كمحامية له. ولكن كان محظورا على سودوتا العمل في المحاماة لأنها هي نفسها كانت توجد على قيد التحقيق. وتكاد لا تكون حاجة إلى الاضافة، حيث أنها هي ايضا قضت سنوات في السجن.

ان متابعة تنكيل النظام بنشطاء حقوق الإنسان والصحافيين هو عمل عبثي ويكاد يكون عديم الجدوى. فثمة احساس احيانا بأن المس المنهاجي بحرية التعبير هو أمر بنيوي جدا في نظام الحكم لدرجة ان الاعتقال لا يفترض حتى التبليغ. ويكفي ظاهرا أن منظمات حقوق الإنسان تملأ تقاريرها، تنشر ملخصات سنوية فتطهر بذلك الضمر العالمي. ولكن في دولة تمنع تركيب صحن لاقط لبث الاقمار الصناعية واستخدام الفيس بوك والتويتر ثمة بالذات حساسية لمزاج الجمهور. وهذا هو احد التفسيرات الأساس لتخفيض العقوبات.

في الاسبوع الماضي مثلا اعتقلت شرطة الانترنت نحو 450 متصفحا نشروا بوستات «ضد النظام» او قاموا باستخدام غير اخلاقي لافلام الموضة. وحسب القانون، محظور إنتاج ونشر ما يعتبر مسا بالدولة او بالنظام، ولا يحق للجمهور ان يستخدم كابل الانترنت العريض، المحفوظ فقط لمؤسسات الدولة والجامعات. ومع ذلك، فان لكل مسؤول في النظام يوجد على الأقل حساب تويتر، والكثيرون منهم يستخدمون الفيسبوك.
مستخدمو الانترنت ايضا، والذين يقدرون بأكثر من 50 مليون، وجدوا العديد من السبل لتجاوز الممنوعات. ومن أجل تجاوز سد السبل في وجه المواقع يستخدم المتصفحون نظام الـ VPN، كما يتجاوزون منع استخدام الكابل العريض من خلال الارتباط عبر الاعمال التجارية المرخصة. ومؤخرا طالب المتصفحون النظام بالغاء الحظر على استخدام الشبكات الاجتماعية، وذلك لرد الحرب على المتصفحين من السعودية ممن ينشرون في الشبكات معلومات عن جرائم إيران. فقد كتبوا يقولون ان «إيران تخسر في الحرب الالكترونية»، ونشرت اقوالهم في العالم وفي إيران.

ومثل الكفاح ضد تركيب صحون التقاط البث من الاقمار الصناعية، والذي لم يمنع اي بيت تقريبا من تركيب صحن كهذا رغم المخاطرة، هكذا فإن المعركة ضد استخدام الشبكات هي كفاح عابث، حتى الرئيس روحاني يعترف بفشله. وتشير هذه الحساسية إلى اهمية التجند للكفاح ضد المس بحقوق الإنسان، إذ أن الحديث يدور عن دولة يعد مثل هذا الكفاح فيها عديم الغاية بسبب التجاهل التام للنظام.


هآرتس 30/8/2016  

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)