كتبتها مثل البارحة، لمناسبة عيد مار الياس، في 2013. لعل في الإعادة إفادة: في جورة البلوط،تحت بيت جدي لجهة أمي، مزار على اسم مار الياس ال...
كتبتها مثل البارحة، لمناسبة عيد مار الياس، في 2013. لعل في الإعادة إفادة:
في جورة البلوط،تحت بيت جدي لجهة أمي، مزار على اسم مار الياس الحي، لا يزال. مزار بحجم غرفة صغيرة على الطريق العام المؤدي إلى برمانا، كنت أدخله صغيرا وأتأمل في صورة النبي الكبيرة المرفوعة على الجدار وتحتها شموع ذابلة. أتأمل الصورة المؤطرة خلف زجاج ويساورني مزيج من حيرة وخوف. كيف يكون هذا الذي سميت على اسمه، وقبلي جدي لأبي المتعمد في كنيسة مار الياس جنجل بجبيل والميت شابا فلم يعرفه والدي، كيف يكون قديسا وسفاحا في آن واحد يرفع سيفا يقطر منه الدم، وتحت قدميه رؤوس مقطوعة مفزعة ، على صورة أبو مصعب الزرقاوي وأمثاله الكثيرين السيئي الذكر هذه الأيام؟
لا تشبه أبدا صورة قديس مسيحي، الصورة المرفوعة في المزار والتي يتضرع أمامها زوار وينذرون النذور، وبعضهم نساء خصوصا كنت ألمحهن يبكين بصمت وحرقة.
أذكر أمام الصورة تعليقا لجدي أبو أنيس على عظة للمطران جورج خضر في كنيسة القديس جاورجيوس البديعة الشكل والرسوم في حي الكنايس ببرمانا . قال المطران إن إيليا النبي- مار الياس عندنا، الموارنة-لا يزال قيد الحياة ويفعل العجائب منذ القدم إذ صعد إلى السماء بعربته النارية. بعد القداس الطويل، كقداس الروم، قال لي جدي إياك أن تصدق شيئا مما يقول. المطران والكهنة دجالون . كان جدي أميا ولم يحتك بالأفكار الفلسفية والسياسية، وعندما أخبرته، مرة، أن الأرض كروية طرح علي بضعة أسئلة، من نوع كيف لا نهوي في الفضاء إذا كانت معلوماتي صحيحة . أذكر أنه ختم ذلك الحديث بود قائلا "روح استلم غيري". حين سألته بعد ذلك القداس لماذا يواظب على الذهاب إلى الكنيسة في الآحاد والأعياد أجابني "كي أرى الناس مجتمعين. نتسلى". أذكر أيضا سؤالي عن العالم الآخر وأن جوابه صعقني " نموت كالكلاب يا جدي " .
يستحق أبو أنيس كتابا أخصص فيه فصلا لابتهاجه الغريب عندما يموت أحد أصدقائه بعد أن يكون هو لازمه طوال أيام احتضاره وشارك في خدمته . بهجة لن أفهمها في ما تبقى من حياتي على الأرجح، ولا مزاجه الرائق على فراش موته وهو يوزع نكاتا ويمازح زواره حتى الرمق الأخير . لا أصدق، اليوم، أن ربع قرن مضى على ذلك النهار.قبل أيام كان زارني وجلس على شرفة بيتي في برمانا . بعد دقائق تأمل في جبل مار شعيا والوادي تحته قال لي بحياد " أريد أن أرحل. عشت ورأيت كل شيء ". كان عمره 76 على ما أعتقد. "بكير يا جدي" قلت له . حدق في مليا ثم أجابني بكلمة :"زهقت". وعاد إلى تأمله في الطبيعة.
إلا أنني، صغيرا أمام صورة إيليا النبي في المزار كنت أردد في نفسي يا رب أريد أن أومن اشرح لي. ولم يشرح.
سأكتشف لاحقا كيف تمتزج الأساطير والأديان والمعتقدات. وأن حتى المؤمن بالحجر يبرأ.
في جورة البلوط،تحت بيت جدي لجهة أمي، مزار على اسم مار الياس الحي، لا يزال. مزار بحجم غرفة صغيرة على الطريق العام المؤدي إلى برمانا، كنت أدخله صغيرا وأتأمل في صورة النبي الكبيرة المرفوعة على الجدار وتحتها شموع ذابلة. أتأمل الصورة المؤطرة خلف زجاج ويساورني مزيج من حيرة وخوف. كيف يكون هذا الذي سميت على اسمه، وقبلي جدي لأبي المتعمد في كنيسة مار الياس جنجل بجبيل والميت شابا فلم يعرفه والدي، كيف يكون قديسا وسفاحا في آن واحد يرفع سيفا يقطر منه الدم، وتحت قدميه رؤوس مقطوعة مفزعة ، على صورة أبو مصعب الزرقاوي وأمثاله الكثيرين السيئي الذكر هذه الأيام؟
لا تشبه أبدا صورة قديس مسيحي، الصورة المرفوعة في المزار والتي يتضرع أمامها زوار وينذرون النذور، وبعضهم نساء خصوصا كنت ألمحهن يبكين بصمت وحرقة.
أذكر أمام الصورة تعليقا لجدي أبو أنيس على عظة للمطران جورج خضر في كنيسة القديس جاورجيوس البديعة الشكل والرسوم في حي الكنايس ببرمانا . قال المطران إن إيليا النبي- مار الياس عندنا، الموارنة-لا يزال قيد الحياة ويفعل العجائب منذ القدم إذ صعد إلى السماء بعربته النارية. بعد القداس الطويل، كقداس الروم، قال لي جدي إياك أن تصدق شيئا مما يقول. المطران والكهنة دجالون . كان جدي أميا ولم يحتك بالأفكار الفلسفية والسياسية، وعندما أخبرته، مرة، أن الأرض كروية طرح علي بضعة أسئلة، من نوع كيف لا نهوي في الفضاء إذا كانت معلوماتي صحيحة . أذكر أنه ختم ذلك الحديث بود قائلا "روح استلم غيري". حين سألته بعد ذلك القداس لماذا يواظب على الذهاب إلى الكنيسة في الآحاد والأعياد أجابني "كي أرى الناس مجتمعين. نتسلى". أذكر أيضا سؤالي عن العالم الآخر وأن جوابه صعقني " نموت كالكلاب يا جدي " .
يستحق أبو أنيس كتابا أخصص فيه فصلا لابتهاجه الغريب عندما يموت أحد أصدقائه بعد أن يكون هو لازمه طوال أيام احتضاره وشارك في خدمته . بهجة لن أفهمها في ما تبقى من حياتي على الأرجح، ولا مزاجه الرائق على فراش موته وهو يوزع نكاتا ويمازح زواره حتى الرمق الأخير . لا أصدق، اليوم، أن ربع قرن مضى على ذلك النهار.قبل أيام كان زارني وجلس على شرفة بيتي في برمانا . بعد دقائق تأمل في جبل مار شعيا والوادي تحته قال لي بحياد " أريد أن أرحل. عشت ورأيت كل شيء ". كان عمره 76 على ما أعتقد. "بكير يا جدي" قلت له . حدق في مليا ثم أجابني بكلمة :"زهقت". وعاد إلى تأمله في الطبيعة.
إلا أنني، صغيرا أمام صورة إيليا النبي في المزار كنت أردد في نفسي يا رب أريد أن أومن اشرح لي. ولم يشرح.
سأكتشف لاحقا كيف تمتزج الأساطير والأديان والمعتقدات. وأن حتى المؤمن بالحجر يبرأ.
ليست هناك تعليقات