أحدث المنشورات

عبد الرؤوف سنو... السياحة والمهرجانات أصبحتا وسيلتين للتشليح



يبدو أن السياحة والمهرجانات أصبحتا وسيلتين للتشليح والتشبيح، فيما يشكو أصحاب الأماكن السياحية والمهرجانات من ضعف الموسم وغياب السياح. قبل أسابيع قليلة، ذهبت لمشاهدة "بانوراما تاريخ بيروت" في البيال، فكان سعر بطاقة الدخول بين 100 دولار و200 دولار، ولا توجد شاشة عملاقة في الخارج لمن لا يملك ثمن البطاقة، كما جرى الترويج. فجرى استغلال اسم بيروت لتشليح الناس. وعن أسعار الشندويشات والمأكولات، فحدّت بلا حرج. علماً أن مشاهدة بانوراما الحرب العالمية الثانية في متحف ببلجيكا كلفتني مع زوجتي 30 يورو.
وقبل يومين، قادني سوء طالعي لمشاهدة "أوبرا عنتر وعبلة" في كازينو لبنان. فاشتريت بطاقتين لي ولزوجتي بـ 200 دولار، في الصف ما قبل الأخير في القاعة الكبرى. والمسألة ليست في ثمن البطاقة فحسب، بل في صرف أموال وإضاعة وقت على مسرحية تافهة، واليكم بعض التفاصيل:
- "الأوبرا"، كما قيل، ليست بأوبرا، باستثناء صوت لارا جوخدار الرائع. فغسان صليبا، يعنّي فقط.
- غسان صليبا (عنتر) لا يظهر إلا في الربع ساعة الأخيرة من من "الأوبرا".
- غسان صليبا (عنتر) ليس كعنتر "الأصلي"، أسود اللون، بل جعله المخرج الهمام أبيضاَ أشقراً، وكأنه من اسكندينافيا.
- غسان صليبا، الذي تستنجد به قبيلة عبس، يظهر بلباس حربي لا علاقة له باللباس العربي، وكأنه، مع الخوذة، ضابط روماني لا فارس عربي.
- كان المشاهد الذي أصابه الملل ينتظر بعد ظهور عنتر في ربع الساعة الأخيرة، أن يرى مبارزة بين فارسين (عنتر وخصمه المارد)، فإذ بعنتر (غسان صليبا) يقضي عليه بحركة سريعة غامضة لا علاقة لها بالمبارزة، فيسقط عدوه المارد صريعاً على الأرض، مع العلم أن الكتيب الذي وزع لترويج "الأوبرا" يتحدث في صفحة 5 (ملخص الأوبرا)، عن "منازلة شرسة فينتصر عنتر".
- لم نسمع شعر عنتر الغزلي بعبلة، وهو أهم ما كان ينتظره المشاهد، ولا "شاعريته التي جعلته فارس عبس وشاعرها؟
- أولاد قبيلة عيس، وما أكثرهم على المسرح، يرتدون البنطال العصري والشورت، وليس اللباس العربي.
- ولأن الحوار على المسرح بلغة غنائية غير مفهومة بمعظمها الموسيقى والتنغيم، وضع المخرجان العبقريان شاشتين صغيرتين لترجمة الحوار إلى الإنكليزية، وكأن الترجمة موجهة فقط للمشاهدين الأجانب، تاركاً للمشاهد اللبناني قراءة النص الإنكليزي لفهم اللغة الحوارية بالعربية.
لو كنت مكان غسان صليبا، الذي اتحفنا في السابق بأعمال كبيرة، لما وافقت على تقزيم دوره كعنتر. ولو كنت مكان إدارة كازينو لبنان، لما وافقت على عرض "الأوبرا" التي كانت مسرحية فاشلة، لولا صوت لارا جوخدار. أخيراً، عيب استهبال واستغباء المشاهد، وكأنه بقرة حلوب لدر المال، في مقابل عدم تقديم شيء يمت إلى الروائع الفنية، كما أوحى بذلك كتيب الأوبرا التاريخية". ومن المعيب أن تكون هذه الأعمال تحت رعاية وزارات مختصة، فيما يتم تشليح المشاهد، ولا يقدم له عمل يليق بروائع الفن.
عن الفايسبوك



إرسال تعليق

أحدث أقدم
header ads
header ads
header ads