أنا أسكن في حي العمرانية، انتقلت إليه من أطراف حلوان منذ حوالي خمس سنوات، وما حببني فيه ان به كثافة مسيحية، ليست أغلبية وإنما كثافة واضحة تعبر عن نفسها في تلات أربع كنايس أقدمها تعتبر الأساس العمراني للمنطقة كلها ، ومعظم سكانه من الشباب الفقير الطامح القادم أو قل الهارب من شظف الأقاليم خصوصا من الوجه القبلي ، وهم جميعا ( مسيحيين ومسلمين ) يعيشون في وئام وتعاون ومحبة ، ولم يسمع عنهم أي مظهر من مظاهر العنصرية أو التمييز ، ولكن انظر ماذا فعل بهم " النظام السابق " و" الإخوان المسلمين " في تعاون أظنه أصيلا ومتوارثا بينهما .
الشارع الكبير الرئيسي في العمرانية كان اسمه " شارع الكنيسة" نسبة للكنيسة التي تقع في أوله وتعتبر أقدم مبانيه والمنطقة عموما ، الأرض التي بنيت عليها كانت في الأصل جزءا من اسطبل خيل كان يملكه أمير من أسرة محمد على باشا ، وفجأة ، لا أعرف متى ، اشترت جمعية أهلية تابعة للإخوان المسلمين الأرض المواجهة للكنيسة وبنت عليها جامعا ضخما أشبه بقلعة يصعد إليها بسلالم عالية، فظهرت الكنيسة أمامه أشبه بكوخ، وأطلقت عليه اسم "جامع خاتم المرسلين"، وعلى الفور غير مسئولي المحليات بالجيزة الاسم القديم للشارع وأطلقوا عليه اسم "شارع خاتم المرسلين "، ولأنهم لابد أن يتفوقوا على الإخوان المسلمين انداروا على العديد من شوارع الحي وأطلقوا عليها أسماء مشابهة، وأصبح أي مسيحي في العمرانية مضطر لأن يعلن اسلامه لمجرد ان يرسل خطابا أو يتلقاه!!
* كاتب مصري النص عن الفايسبوك