Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

حسين الموزاني... الفرق بين حلاّق الرئيس الفرنسي وحلّاق النبي

نقل موقع مجلة "دير شيغل" الألمانية خبراً نشرته جريدة Le Canard enchaîné الفرنسية الأسبوعية ومفاده أنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا أ...


نقل موقع مجلة "دير شيغل" الألمانية خبراً نشرته جريدة Le Canard enchaîné الفرنسية الأسبوعية ومفاده أنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أوكل مهمة حلاقة شعره والاهتمام به إلى حلاّق يدعى "أوليفر بـ“ وبأجر شهري يبلغ نحو عشرة آلاف يورو -٩٨٩٥- ويحقّ للحلاق مرافقة الرئيس في رحلاته الخارجية. وبرر مكتب الرئيس هذا الاتفاق السريّ بحجة أنّ الحلاق يضطر للنهوض مبكراً ليعتني بتسريحة رئيس الأمّة الفرنسية العظمى. وهذا الراتب الشهري يتجاوز بالطبع معدل راتب عضو البرلمان في فرنسا وألمانيا على سبيل المثال. وانتخب السيّد أولاند باعتباره اشتراكياً متواضعاً ونزيهاً بعد فضيحة دومنيك ستروس خان الذي كان المرشح الأوفر حظّاً للفوز بانتخابات الرئاسة. لكنّ السلطة آلت أخيراً إلى أولاند، فتخّلى في البدء عن شريكة حياته سيغولين رويال ثمّ أقام علاقة "سرّية" بالممثلة "جولي غايت"، فصار يعتلي صهوة الدراجة النارية الصغيرة "فسبا" متنكراً ليذهب إلى مواعيده الغرامية دون حماية شخصية، سوى الخوذة التي اعتمرها ليخفي هويته وليس لحمايته. 

وذكّرني حلاّق الرئيس الفرنسي بالصحابي أبي زمعة بن أرقم البلوي الذي قتل بالقرب من القيروان وقد زرت ضريحه قبل خمسة عشر عاماً تقريباً. ويقال إنّه كان يشذّب شعر رسول الله. وترك لنا الطبري وصفاً لشعر النبيّ الذي كان يُضفر جدائل وقد رحل وهو يحمل ستّ منها. وبما أنّ جدّي رسول الله لم يكن بحاجة إلى إخفاء علاقاته الجنسية مثل السيّد أولاند أو التستّر على اسم الحلّاق، فإننا نميل إلى الاعتقاد بانّ محمّداً كان يغتسل سبع أو ثمّان مرّات في اليوم الواحد بعد كلّ عملية جماع. ولا نظّن أن القائد الروحي والسياسي والعسكري للأمّة العربية والإسلامية كان لديه متسّع من الوقت لحلّ ضفائره كلّ مرّة قبل الاغتسال. وبهذا تكون مهمّة أبي زمعة تقوم فقط على تشذيب الشعيرات من الخلف، ولعلّه كان يفعل ذلك بالخنجر، إذا ما افترضنا بأنّ أدوات الحلاقة الرومانية والإغريقية لم تكن متوفرةً آنذاك في مكّة ويثرب. لكنّ من الثابت بأنّ أبا زمعة البلوي لم يكن
يتقاضى راتباً شهرياً، بل كان يكتفي بحمل بضعة شعيرات بعد كلّ عملية تزيين. وكانت تلك ثروته المادية الوحيدة والتي لا تقدر اليوم بثمن، فشعرة واحدة من شعر الرسول تعادل الآن دولةً إسلاميةً بقضّها وقضيضها. ولأنّ أحداً من أهل البيت العترة النبوية لم يصل إلى القيروان فقد أسبغ التونسيون على المدينة صفة التقديس، على الرغم من أنّ عقبة بن نافع لم يكن سوى جنرال في الجيش الإسلامي وأبا زمعة البلوي لم يكن سوى حلّاق هاو. 
والآن أودّ العودة إلى فرانسوا أولاند والفرنسيين وثقافاتهم، وأرجو من جميع الفرانكفونيين مقارعتي الحجّة بالحجّة إنّ كنت مخطئاً. فقد قرأت جاك دريدا وميشيل فوكو وبول ريكور ورولان بارت وبيير بورديو، فضلاً عن كتابات السورياليين، وخاصةً أندريه بريتون، لكنّني لم استفد منها شيئاً يستحق الذكر، لأنّها كتابات مملة ومكررة ومليئة بالاستقواء والإنشاء وفقيرة من حيث المعاني والمضامين وجمال الأسلوب. وفي أفضل الأحوال يكون عُشر الكتاب مفيداً والباقي مجرّد ثرثرة وهراء. 
وفي نهاية المطاف فإنّ أهالي بغداد يطلقون على فرانسوا أولاند وأشباهه ألقاباً مثل "الخنجة" و"الطرن" و"الدثو" وهي المرادفات الفنيّة التي تناظر "البطّة المربوطة".
عن الفايسبوك

ليست هناك تعليقات