النبي الياس في وادي الأردن

alrumi.com
By -
0


محمود الزيباوي

بحسب ما جاء في "تاريخ" الطبري، كان إلياس "آدميا يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، فلم تتناه به كرامة الله حتى أنبت له الريش، وألبسه النور، فصار إنسياً ملكياً، سمائياً أرضياً، يطير مع الملائكة". 

وجاء في "عرائس المجالس": "رفع الله إلياس وقطع عنه لذة المطعم والمشرب وكساه الريش وكان إنسيا ملكيا سماويا أرضيا". 

وفي نسخة بديعة من "زبدة التواريخ" لسيد لقمان عاشوري محفوظة في سرايا توبكابي وتعود إلى القرن السادس عشر، يظهر إلياس مجنّحا أمام ملاك يرفع ذراعيه في اتجاهه. وفقا لتقليد متوارث في فن التصوير الإسلامي الديني، يلبس النبي عمامة بيضاء عظيمة الحجم، فيما تحيط برأسه هالة مذهبة من الطراز العثماني. يحتل وسط المنمنمة حصان ذهبي ذو سرج أحمر يقف بثبات تحت شجرة كبيرة ترتفع وسط سماء من ذهب. 

في رواية نقلها الثعلبي عن ابن فتحويه، ظهر إلياس أمام رجل من أهل عسقلان يوم كان يمشي بالأردن عند نصف النهار، فدعا له بثماني دعوات بالعربية ودعوتين بالسريانية، ثم حدثه عن الأنبياء الأحياء الأربعة والأبدال الستين الذين يدفعون البلاء عن الناس، ثم أتى برغيفين أشد من الثلج ودعاه لمشاركته هذا الطعام الإلهي. كان لإلياس ناقة ترعى في وادي الأردن، ولما استدعاها بركت بين يديه فركبها بعد أن أخبر الرجل بأنه يعتكف في بيت المقدس في شهر رمضان. وقد حاول العسقلاني أن يلحق بالنبي الحي، إلا أن شجرة عظيمة حالت بينهما، "وهذا آخر القصة". 

الصورة: النبي إلياس، "زبدة التواريخ"، القرن السادس عشر، سرايا توبكابي، اسطنبول.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)