استكمل الرفيق حنا غريب، الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني جولته على مقابر لبنان الحمرا، وقد قام أخيرا على رأس وفد من قيادة الحزب، بزيارة خاطفة الى مقابر قرى وبلدات البقاع الشمالي وقد التقى اثناء زيارته بعدد من اسر الشهداء.
والسؤال يطرح نفسه ما هي الفائدة من هذه الزيارات؟
هل هي الوفاء للرفاق الشهداء؟ الجواب اكيد لا، لان الوفاء للشهداء هو الحفاظ على الحزب وعلى مبادئه وعلى موقعه بين صفوف الجماهير وعلى خطه السياسي الذي استشهدوا من اجله وفي مساندته لحركة الشعوب المتطلعة الى التحرر والانعتاق من الطواغيت الظالمة.
هل هي حركة لاستنهاض الحزب؟ الجواب اكيد لا، لان استنهاض الحزب يتم عبر برنامج عملي وخط سياسي واضح وصريح بعيدا من الشراذم السلطوية الطائفية والمذهبية وليس عبر المقابر والبكاء على انصاب القبور.
هل هي حركة للتزود بالارث التاريخي وشحن الحاضر بالمجد التاريخي الغابر؟ اكيد لا... لأن الحزب يتمتع بتاريخ ناصع وحي بكل الميادين والساحات وليس في مجال المقاومة والموت فقط ومن يريد المجد عليه بقراءة هذا التاريخ واحياء التراث واستخلاص العبر.
هل هي لتعريف الناس بالرفيق حنا غريب ومد الجسور بين الحزب وجماهيره؟ اكيد لا.
لان الامين العام نجم نقابي واعلامي ومعروف لدي عامة الشعب اللبناني، ومد الجسور يكون مع الاحياء وليس مع الاموات.
ومهما توسعت هذه الحركة وشملت من مقابر ستبقى ناقصة وستضع الامين العام والقيادة في موقع محرج، وسيظهر بأن هناك "شهداء بزيت وشهداء بسمن" لماذا زرتم هذا ولم تزوروا ذلك؟ ولماذا وضعتم هنا اكليل ولم تضعوا هناك؟ لان قوائم شهداء الحزب بحدود 1500 شهيد، من شبان وعائلات...
فبدل جولة الاستعراض والتشرد بين المقابر، كان الاجدر فتح ورشة نقاش معمقة بين الشيوعيين وبين اصدقائهم من مفكرين وباحثين وعلماء اجتماع لصياغة نظرية فكرية تلائم الواقع المعاش والظروف التارخية الموضوعية تحت مظلة المنهجية الماركسية وما تبقى من التجربة اللنينية المندثرة، تكون طريقا للحزب ومادة تثقيفية لاعضائه ولاجياله القادمة... اذا ......؟؟
وصياغة خط سياسي واضح بعيدا عن الضبابية والرمادية يحاكي مشاعر ومصالح اكثرية الشعب اللبناني الصامتة والمهمشة امام طغيان المشاريع الطائفية والمذهبية وامرائها، والنظرة الى اركان النظام الطائفي الفاسد من منظار واحد والابتعاد عن التمييز بين مقولة جناح فاسد وجناح مقاوم،
وانتاج موقف واضح للحزب حول مفهوم التحرر والحركات والاحداث التي تعم الوطن العربي من البحرين مرورا باليمن وصولا الى سوريا والعراق وانتهاء في ليبيا، حتى لا تكون نظرة الحزب الى ما يجري في البحرين على انها حركة شعب وثورة وما يجري في سوريا مؤامرة على نظام ممانع.
على قيادة الحزب ان تشكل لجنة تحقيق او اقله تكشف ما لديها من معلومات حول مقتل الشهداء الشيوعيين من احمد المير الايوبي الى جورج حاوي امام الراي العام وامام الشيوعيين.
هذه النقاط مدخل الى عودة الحزب الى مواقعه الطبيعية بين الناس وفي الساحات ومن خلالها يعود القسم الاكبر من الشيوعيين الى الحياة التنظيمية ليمارسوا نضالهم كل حسب موقعه ونشاطه وبذلك يعود الحزب الذي استشهد من اجل مبادئه وقيمه خيرة مناضليه وابطاله وهذا يكون اجمل تكريم لهم ووفاء لذكراهم.
هذا ان لم يكن الرفيق حنا غريب واعضاء قيادة الحزب وقعوا تحت تأثير كادرنا العظيم وكارزميته الفذة وقلدوه بعشقه للجنائز وزيارة المقابر...
وجهة نظر... !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق