لست من الذين يستحسنون أن يكتب النقاد روايات أو يجربوا ذلك على الأقل وإن كان من حق الجميع نقادا أو صحفيين أو حتى رجال سياسة أو فن.. فعل ذلك لأنه أولا: لا يوجد قانون يمنع الاقتراب من تجريب كتابة الرواية أو القصة حتى لو كنا نعلم كارثية أن يقحم نفسه من لا موهبة له مجالا غير مجاله .. وثانيا لأن الأبداع الأدبي يتطلب الموهبة التي تعني رغبة عميقة في الشيء وجهد كبير في تنفيذه وهذا قد يمنح لمهندس معماري أو طبيب أو محامي ولا يمنح لشخص قضى وقتا طويلا في دراسة الأدب..الخ
ولأعود إلى النقاد فأقول أنه من النادر نجاح ناقد في كتابة الرواية والاستثناء موجود طبعا ويضرب به المثل عادة وهو أمبرتو إيكو ولكن كم من إيكو في هذا العالم .. قلة قليلة ..
في حالات معينة مثلا أفهم أن يجد ناقدا نفسه ضعيفا في النقد أو قليل الموهبة فيبحث عن موهيته المختفية في جنس أدبي آخر وهنا سينتصر فيه الروائي على الناقد ..
لكن الأهم ربما هو أن يخلص الكاتب سواء أكان ناقدا او مبدعا في المجال الي يشعر أنه "خلق له" أو يحس أنه في ثياب تناسبه وليس ثياب مستعارة من شخص آخر مهما فعل لن تكون على مقاسه..
والمهم أن ينجح في العمل الذي يخصص له أكثر وقته وجهده وتفكيره ..
أعرف باحثين أرى أن لهم مستقبل أكثر في النقد وليس في الكتابات الأدبية.. وعليهم أن يفكروا في النجاح في مجالهم هذا .. مثلما نجح نقاد كبار في ذلك من رولان بارث إلى إدوارد سعيد إلى جيرار جينيت .. ويصبحون علامات كبيرة يستدل بها هنا وهنالك.
وهنالك من يصلح أكثر للترجمة فعليه أن يشتغل في هذا المجال أكثر كما فعل سامي الدروبي وصالح علماني وهم من المترجمين الذين نعتبرهم قامات عليا تستحق التقدير والثناء..
روائي جزائري... النص عن الفايسبوك