عماد العبدالله... لا بد مما لا بد منه

alrumi.com
By -
0

دارت رحى معركة إعلامية أدبية بالأمس، وربما تستمر، حول مقابلة الروائي أمين معلوف الى إحدى محطات التلفزة الإسرائيلية. وقبل ذلك شنت هجمات كثيرة على الروائي الراحل نجيب محفوظ كللت بمحاولة اغتياله من قبل متطرف إسلامي بتهمة أنه معاد للإسلام وعلماني ومطبع مع إسرائيل. وفي ذلك الحين دأب الصحافيون العرب وبعض من ينتحلون صفة نقاد على مقابلته وسؤاله عن موقفه من معاهدة كامب ديفيد دون أن يكونوا قد قرأوا رواية من رواياته. 
وقبل ذلك والى اليوم يتهم أدونيس بسبب انتمائه المذهبي أنه عميل لنظام الأسد. وربما أدين ويدان مبدعون وأدباء وشعراء كثر بتهم سياسية تشيح الوجه عن أعمالهم بسبب فقر مطلقيها الثقافي والمعادي، بالأساس، للفنون. 
أنا هنا، وفي هذا المقام، لا أدعي أنني مثقف بل مستهلك للأدب والفن. فروايات أمين معلوف دفعت ثمنها وقرأتها وتمتعت بالجزء الكبير منها. كذلك منذ الثانية عشرة من عمري وأنا أشتري روايات نجيب محفوظ وأقرأها وأتمتع بها. وهنا لابد من ذكر ما قاله لي الممثل عمر الشريف مرة في الدوحة عندما زارها، أنه لا ضرورة لعملقة الفنان وتحويله الى أيقونة والانتحار من أجله والتحزب له طالما هو نال أجره عن عمله وربحت الجهات المنتجة من العمل والناس دفعت ما عليها من ثمن بطاقات السينما. 
وهذا ينطبق بدوره وبرأيي على الروائي والشاعر. فلسنا هنا بمشجعي فريقي كرة قدم. يموت عدد من الأشخاص بسبب هستيريا التشجيع لهما . 
مع أمين معلوف أو ضده، ليست هذه مهمتي. لقد اشتريت منه ما يبيعه كما اشتريت من غيره أيضا. ولنغادر نغمة المبايعة لهذا السياسي وذلك الفنان او الأديب إلا إذا كان التخلف سيبقى هو سيد الأحكام. 
في قلب أعمال نجيب محفوظ نجد موقفا نقديا لاذعا للمجتمعات العربية وللسلطات على تنويعاتها، ونعثر على أشد المواقف التقدمية الشاملة تشددا.

كذلك نعثر في أعمال أمين معلوف على صراع مكشوف مع الفسيفساء الفكرية والعقائدية التي تسيطر على الشرق والعالم ومحاورتها ومناقشتها بعمق برغبة النجاة من البربرية السائدة وفي مهمة شاقة للبحث عن أفق . 
لكن العقل المخابراتي الاتهامي الذي غزا العرب منذ بداية النظام الناصري يبدو أنه ما زال يعمل ولو بشكل أعرج وأسنان مخلعة وصوت مبحوح.

عن الفايسبوك

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)