الجنرال الريفي وسياسة الرد بول

من يتأمل مسار سياسة الجنرال أشرف ريفي، لا بدّ أن يشبهها بسياسة "الرد بول"، مشروب الطاقة التي تقول دعايته انه يجعل المرء يطير... والجنرال المنتصر حديثاً في الانتخابات البلدية في طرابلس، والكاسح لاصحاب المليارات، فجأة بدّل كل شيء في كيانه، بدأ يعدّ النواب الذين سيحصدهم في الانتخابات النيابية المقبلة، ويفكر كما لو انه يضع كل شي في جيبته الصغيرة، وعينه من دون شك على رئاسة الحكومة، وهذا حقه كما حق كل انسان... ولا مشكلة في الطموح السياسة والبحث عن الزعامة فهذا من البديهيات. واللافت أن الجنرال الآتي من المؤسسة العسكرية والحريرية السياسة، لم يعد لديه مشكلة سوى سعد الحريري نفسه، لم يعد لديه من تصريحات عريضة سوى الكلام عن التيار الازرق، يتحدث عن ثوابت رفيق الحريري و14 اذار، تلك العبارات المبهمة، ليصوب على سعد الحريري... هو دأب على مدى السنوات الماضية في الحديث عن "دويلة حزب الله وسلاحها غير الشرعي" والهجوم عليها في الصباح والمساء، واليوم وبعد زمن من خيمة "الحريرية السياسية" ومنافعها، اكتشف الجنرال ان حاشية الحريري فاسدة، الاكتشاف ربما أيضا بفعل سياسة "الرد بول"... ربما يسأل سائل اين كان الجنرال من الفساد المستشري في الحاشية الحريرية طوال السنوات الماضية؟ ولماذا تولى وزارة محسوبة على تيار الحريري... وهل يشرح الجنرال ما ثوابت رفيق الحريري؟ الم يحصد سعد الحريري ايام مجد 14 اذار 70 نائباً، وكانت النتيجة خلبية؟ 
لا نريد الدخول في عناوين أخرى...

سياسة سعد الحريري الراهنة مترهلة وكل الدلائل تشير الى ذلك، الأمر يرتبط بمسار يبدأ في بيت الوسط ولا ينتهي في قصور الرياض، في المقابل يبدو أن سياسة الرد بول الريفية لا تشبه سوى سياسة أركلية أحمد الحريري، فكلاهما غرور لا يوقظ المجتمع السني اللبناني الذي هلكته التصريحات الجوفاء  دون أن ننسى انه تحمل عبء شعارات أكبر منه، من محاور باب التبانة الى مجاهل جرود عرسال...