أحدث المنشورات

عدي الزعبي... عن تشومسكي والقضية السورية

عن الفايسبوك

أعتقد أن الكثير مما يقال عن تشومسكي وعلاقته بالقضية السورية، يدل على موقف غير عقلاني اتجاه فكر الرجل ودوره الفلسفي.
موقفه السيء من الثورة السورية قضية هامشية، لا تعنينا كثيراً. ما يعنينا هو كشفه لكيفية تحكم السلطات بالناس، ولتأصيله الفكر الفوضوي الاشتراكي التحرري في مفهوم الطبيعة البشرية المشترك عابر للثقافات. 
الهجوم العصابي على الفيلسوف، ونعته بانه ليس فوضوياً ولم يقدم شيئا سوى أكاذيب لعشرات السنين، يعبر عن تقوقع مخيف حول القضية السورية، وهذا أسوأ ما قد يحدث للسوريين اليوم.
علينا أن نحاول فهم العالم المحيط بنا، والاستفادة من أعمال الفلاسفة والأدباء والكتاب والناشطين والسياسيين، بعين ناقدة، حيادية موضوعية. 
يشبه الهجوم على تشومسكي الهجوم على فتجنشتين وكافكا وسارتر وكامو، وغيرهم، بسبب انحيازهم لإسرائيل، او غياب أي موقف نقدي اتجاه تأسيسها. هذا كلام صحيح، ولكن هناك الكثير مما يمكن، ويجب، قراءته وفهمه في أعمال هؤلاء.
يقع السوريون اليوم في الفخ الذي وقعنا فيه سابقاً في القضية الفلسطينية: تقييم أي عمل بناء على موقف الكاتب من فلسطين. 
هذا موقف خطير، وسيطيح بأي قدرة على التفكير العقلاني النقدي، وعلى التعاطي مع العالم بطريقة فعالة. 
ساندرز وكوربين وتشومسكي، أمثلة على حالات تستطيع تقديم شيء مخالف للسائد في الغرب، ومحايد، ومضر ربما، اتجاه سوريا.
أشار إزايا برلين إلى ان بعض المفكرين يملكون قدرة استثنائية في موضوع محدد، وقدرات عادية أو أقل من عادية في مواضيع أخرى. 
هذه عبرة يجب الاحتفاء بها. 
وهذا أيضاً، سبب آخر، يجعنا نتوقف عن عبادة مشاهير الفكر، لنقف منهم موقفاً نقدياً، يعترف بعبقريتهم، وبمحدوديتها، في الوقت نفسه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
header ads
header ads
header ads