
.....................
انتمى الى ضحكات النساء الخليعة
الى ابتساماتهن المغمسة بالدلال، اللؤم والنميمة
انتمى الى صراخهن المكبوت، الى فجيعتهن
الى طرف الغطاء التى تضغطه الاسنان
انتمى الى الارجل المغلقة، الى الزر المقفل بعناية اعلى الصدر
الى ارتجاف الاصابع، الى قبضة اليد المشدودة
انتمى الى الفساتين، الى قصات الكتالوجات
الى النظرات الميتة بعيون دمى البلاستيك
انتمى الى الاقمشة، تحديدا الى القطن والدونتيل
انتمى الى المطبخ
الى البخار ورائحة البصل
الاظافر المكسورة والاعمال التى لا تنتهى
اعمال مجانية دائما بلا قيمة.
انتمى الى الارضيات، الى رائحة الجافيل والمطهرات
الى حبال الصابون التى تسكنها العصافير
رائحة النظافة والشمس
انتمى الى اغطية الراس، المكشوفة دائما
الى المحارم حول العنق
الى الأكمام المشمرة
الى قطرات العرق فوق الجلد
لتلك الحرارة الحارقة، الضاغطة
الى زفرات الضيق، مونولوجات التذمر
اختناقات اللغة، نوبات الهستيريا
وعواصف البكاء
انتمى الى الانكسار
انتمى الى الهزيمة
الى المكر العتيق وادعية الحقد
انتمى الى الليالى الطويلة، الى العزلة، الى الوحدة
الى موسيقى الخوف، رنين ابر الكروشيه
ازيز آلة الخياطة ووشوشة التلفاز
انتمى الى كل حجر، حيث يزرع الصوف ويحصد الدفء
انتمى الى الاجتماعات، الصخب الذي لا ينتهى
الى اطباق الحلوى وكؤوس الشاي
الى الرنات، الهمسات، الى الضحك السافر، النكت البذيئة
الى الحكايات، الفضائح والنميمة
انتمى الى علبة المكياج، الى الالوان، لظلال العيون
لذلك الخيط الاسود الطويل جدا فوق الجفون
الى خدر العطر
انتمى الى سكر البنات
الصرخة الاولى، الجلدة الرطبة الحمراء
انتمى الى الشعرة الاخيرة
انتمى الى ذلك العالم الذى تعرفونه، خلف الستار
الى الاصيص المتروك فى زاوية، المزدحم بالغبار وزهور الزينة!