Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

عماد العبدالله...مع القاع

وقفة كنت دائما أشيح بوجهي عن مناظر التفجير ، ليس لأنني بلا قلب ، بل لأن الفواجع أنهكتني وبت لا أرى جدوى من الاستنكار والشجب ، رغم أني أ...

وقفة

كنت دائما أشيح بوجهي عن مناظر التفجير ، ليس لأنني بلا قلب ، بل لأن الفواجع أنهكتني وبت لا أرى جدوى من الاستنكار والشجب ، رغم أني أنوح وأبكي أكثر الأحيان وأقتل عند كل قتيل وشهيد . 
لكن شهداء القاع .. قتلى القاع .. الذين يشبهونني .. الآمنين والمصرين على الأمان ويلبسون ربما نفس ثيابي .. ويتطلعون مثلي الى المسرات الصغيرة في عالم مجنون وسافل ووحشي . 
هؤلاء الذين تمسكوا ببيوتهم وحياتهم رغم كل شيء ، ورغم الأنباء التي تفيد أن الأرض زلزلت زلزالها وان التهجير بدأ وأن السبي بدأ وأن الموت هو الفاكهة الأطيب . 
الكارثة في جريمة القاع ، أنها لئيمة وخطط لها كي تؤذي ليس بعدد الشهداء ، بل بتداعياتها ونوع استهدافها والعمل المخابراتي الدؤوب على المسألة الطائفية والمذهبية والعنصرية كأطباق شهية من السم الخالص على مائدة الشرق الأوسط .. هذا الشرق المضرج بالدماء والأرامل والأيتام .
شهداء القاع خرجوا من كل بيت .. في المكان والزمان .. المشهد قابل للرؤية والاستيعاب .. الليل وأنفاس القرى النائمة 
لا زحمة ولا استغلال للتدافع ، فخ بارد كالمجازر على الهنود الحمر .. 
ثمة من لا يريد سوى الهلع .. سوى انشطار ذرة العيش .. حفل كريه من القتل المجاني .. إسقاط بربري على بربرية رحلت منذ مئات آلاف السنين من حياة البشر .
سيناريو مدمى لحمقى ومجانين .. يلهون بالأنتروبولوجيا والإتنولوجيا والميتولوجيا . كأن الحياة والبشر عناصر في لعبة أتاري لولد فاسد وسمين ومخبول يحكم العالم وهو يقهقه وتفوح منه تلك الرائحة التي هي مزيج من الروث والقيء والقذارة .

ليست هناك تعليقات