عيسى مخلوف... عن صلاح ستيتيّة

لا يمرّ أسبوع إلاّ ويحدّثني صلاح ستيتيّة عن موته المُرتقَب. أخبرني أمس أنّه ربحَ المعركة أخيراً، وتحقَّق حلمه في حيازة قبر في قريته الهادئة البعيدة عن باريس.
كان يعرف أنّ مقبرة القرية ضاقت بأهلها ولم تعد تتّسع لأحد. وإذا ما اتّسعَت، فهناك مبلغ من المال لا بدّ من دفعه فوراً، وفي وقت لاحق، كلّ ثلاثين سنة. لكن، إذا صُودف وتخلّف ذَوو الموتى عن تسديد المبلغ المطلوب، أو إذا انقرضت فجأة الأسرة وتبدّد الأقارب، فلا يبقى أمام المشرفين على المقبرة إلاّ نقل العظام من مكانها ورميها في مكان آخر مُعَدّ خصّيصاً لِ "الموتى المنسيين"...
قال صلاح بصوت واثق ومتماسك: "لم يكتفِ المجلس البلدي بإعطائي القبر، لكنه أعفاني أيضاً وأعفى أسرتي من دفع المال". وأضاف: "لقد منحوني قبراً يمكنني أن أظلّ فيه إلى الأبد".
- وهل يعطيك ذلك، فعلاً، إحساساً بالاطمئنان؟
- أيّ اطمئنان يا رَجُل، وأنا سأكون، حيث سأكون، خارج الدنيا والآخرة، وخارج نفسي...

عن الفايسبوك