
"المثقّف الشبّيح" حين يشتغل مقاولًا في "مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني".. أيّة مهزلة؟!
موقف بيار أبي صعب أنموذجا..
كتبتُ قبل يومين، على جداري الفيسبوكيّ، أقول "باختصار هذه المرة، وبلا ذكر أسماء مثل بيار أبي صعب.. صعب أن تكون، في وقت واحد، ضد "التطبيع مع العدو الصهيوني"، من جهة، ومع "نظام المقاومة والممانعة" من جهة ثانية.. خلطة سحرية!!".
الرد جاء من بيار أبي صعب، فقد شتمني شخصيا وببذاءة تليق به، وهذا هو "التشبيح" بعينه تماما. وهو ما يكشف أن "أبي صعب" هذا، من موقعه في صحيفة "الأخبار" (الإيرانية- الحزب اللاهوية)، يدافع عما يمكن اعتباره "قضيّته" هو نفسه، لكن في سياق دفاعه عن النظام السوريّ المتهاوي. فإن تكن قضيتك شخصية يا.. "بيار"، فقضيتي هي التأييد للشعب السوريّ وثورته المستمرة حتى خلع هذا النظام الهمجيّ.. وللحديث بقية!
ردّ "الشبّيح أبي صعب" يعبّر عن استهتار بالعقول، دعونا نرى هذا المنطق المتهافت:
=يقول الشبّيح "لا يمكن ان تعي خطورة إسرائيل وتشرك في مواجهتها أي عدوّ آخر، فتهمش القضية المركزية وتساويها بسواها". أي أنّ علينا التسليم بما يقوم به النظام الفاشستيّ في سورية، لأنّ هناك عدوّا اسمه "إسرائيل"، وهذا منطق النظام نفسه، إذ علينا التسليم له ولكل ما يمثله باسم عدائه "الكاذب" لإسرائيل.
= ثانيا، يقول الشبّيح "الانسجام مع الذات يقتضي ألا تتاجر بالانتفاضة المجهضة في سوريا، فتحجب خطر اسرائيل وتقلل من شأنه". أي أنه باسم العداء "الكاذب" لإسرائيل يريد فرض رأيه بأن ما يجري في سورية منذ خمس سنوات ونيّف هو مجرد "انتفاضة مُجهضة"، ومن يقف معها فهو يتاجر بها.
= يتساءل الشبّيح "كيف تكون أولويّتك مقاومة اسرائيل وتسعى إلى أبلسة من يقاومها وتتهمه بأبشع التهم؟"، سؤال يريد به أن يوهمنا بأنه هو من يقاوم إسرائيل، وعلينا أن "نخرس".
= ويخاطبنا الشبّيح بقوله "أنت مع مواجهة التطبيع لكنك تشوش على منتقدي أمين معلوف وتشكك في نزاهتهم وتتهمهم بدعم الاستبداد!"، وينفي أنه بدعمه لنظام الأسد فهو يدعم الاستبداد، بل يدعم نظاما ما زالت إسرائيل تدعم بقاءه!
= ويملي علينا الشبّيح أن "من يعي أولوية الصراع مع إسرائيل يقرأ انعكاساته وأبعاده وتجلياته وعناصره... في المعركة العظمى الدائرة الآن في المنطقة"، معتبرا أنّ أولوية الصراع هذه تفرض التصالح مع النظام الفاشستي.
= يعتبر الشبّيح أن "المنطق يفترض ان تعالج كل قضية على حدة! الخلط يؤدي إلى التخفيف من هول إسرائيل وجعلها قضيّة ثانويّة"، ويضيف " هذا كل ما جنيناه من الربيع الخرا.. صارت «إسرائيل» ليس فقط #وجهة_نظر، بل حليفاً مقبولاً لإسقاط الطاغية وبناء المجتمع العربي الديمقراطي الحديث (أهلين!)، وضاعت فلسطين في الرمال المتحركة للحروب الأهليّة، وطاعون المذهبيّة، وسرطان التكفير..".
يعني في النهاية، أيها الشعب السوري، ويا من كل من تناصرون ثورة هذا الشعب، ليس لكم إلا الركوع تحت "بسطار" الممانعة وقائدها الأسد.
هذا منطق أقل ما يقال فيه إنه انتهازي، وفي العمق هو موقف تبريري سخيف للدفاع عن نظام نعرف جميعا طبيعة "مقاومته وممانعته" التي تظهر من خلال تحالفاته مع قوى وميليشيات مرتبطة وثيقا بالكيان الصهيوني.
وللحديث بقية