من ذكريات الحرب الاهلية الاليمة..
كنا في شرق صيدا.. جاء الامر جهزوا انفسكم يا رفاق هذه الليلة عليكم بالصعود على المتن هناك معركة عسكرية حاسمة..
انتقلنا الى بلدة الرميلة، ومن هناك انتقلنا مع بقية الرفاق في شاحنات عسكرية بقيادة زياد صعب.. وصلنا الى بلدة المتين- بولونيا، افترشنا مدرستها وتم شرح المهمة العسكرية وضرورة خوضها ووزعت المهام والمسؤوليات على عدة محاور... وجاء نصيبي مع مجموعة ربما كانت مساهمتي في تسمية المجموعة التي توليتها، واذكر اغلب الرفاق ابو سمرا وبلبل وأشرف الحجيري ورفيق اخر تخونني الذاكرة في تذكره ربما من ال ترمس.. استلمنا السلاح والذخائر وعند الساعة الثانية عشرة ليلا، بدأت الفصائل والمجموعات في اتجاه فتح المعركة التي توصلنا الى الهدف وهو بلدة بكفيا... مجموعتنا مع مجموعة اخرى قريبة منا استملنا محور الحارات الفوقا لبلدة عين الجوز، تسللنا ليلا حتى وصلنا الى داخل البلدة، واصبحنا داخل بيوتها جلسنا الى جانب ساتر ودشمة للقوات اللبنانية وجيش عون نترقب تحركاتهم... وخلال ربع ساعة فتحوا النيران علينا، متل المطر النازل، انتشرنا واحتمينا تحت سواتر صغيرة مع النيران والقذائف الكثيفة... سمعنا اصوات اجهزتهم اللاسلكية تقول شفناهم وتم القضاء عليهم، حينها اطمنت اذا هيك ماشي الحال... ندهت للرفاق بصوت خافت، طمأنوني هم بخير ما عدا الرفيق اشرف الحجيري لم يجب.. ركضت نحوه وجدته ممددا على الساتر "شو صار معك انت منيح"، رد مش عارف لكن وجهه مكسو بالاحمر... "انت مش حاسس بشي"، رفع يده على وجهه قال لي "انا تصاوبت" (باللهجة العرسالية)، ضحكت حينها وانزلته عن الساتر ومشينا عدة امتار، واذ بلحظات تقع قذيفة ب، 7 في النقطة على الساتر . فقط اصبنا منها بغبارها وترابها وحجارتها الصغيرة فورا طلبت الرفيق سلك طريق العودة الى النقطة المتفق عليها وعلاج اصابتك..
بقيت مجموعتنا محاصرة في النقطة نفسها طوال الليل، حينها قررنا فتح النيران على مصادر النيران وابلغنا المعني في اتصال بذلك مساعدتنا في الحصار عنا.
اجتمعنا للحظات انا وابو سمرا وبلبل والرفيق الاخر ووزعنا حالنا لعدة نقاط وبدانا فتح النيران اتجاه النيران الخارجة صوبنا، وتقدمنا حوالي 40 متر اتجاههم وتم السيطرة على مصادر النيران .. لكن بقيي محور الكنيسة المحصن
وكان صعبا علينا اسكاته، حينها انا وابو سمرا تسللنا قليلا نحو الكنيسة وجلسنا حوالي ربع ساعة نترقب التحركات ومصدر النار كل دقيقة حتى اكتشفنا من شباك الكنيسة هناك قناص ورامي ب7 يطلق النار من طابقها العلوي..
فورا ابو سمرا جهز قاذفه ب7 وقال "راح اخبطو"، قلت له "تمهل شوي هذه كنيسة، تعتبر من المقدسات".. مع ابتسامة "بكرا بيحكوا على الاعلام دمروا الكنيسة".. رد ابو سمرا "وهم شو عم يعملوا منها عم يصلوا". قلت له "شوف شو لازم تعمل، صوب نحو الشباك وحين يطلقوا نيرانهم اخبطهم قذيفة وانا معك في الب كي سي".. وخلال دقيقة وهم فتحوا النيران اطلق ابو سمرا وانا معه وبقية الرفاق وخمدنا نيرانهم ووصلنا الى المحور ... شباك الكنيسة اعاق تقدمنا كل الليل وفي الصباح طلع الضو وحين رأينا حولنا ما صدقنا كانت ارض محروقة دمار وحرائق وقلنا معقولة نحن كنا هون..
وعند الساعة الثالثة ضهرا سيطرنا على البلدة واصبح طريق بكفيا تحت نيراننا .. تبلغنا من القيادة باتصال بوقف اطلاق النار والانسحاب ...ساعتها قلت لابي سمرا "مش قلتلك ضعان نضرب شباك الكنيسة"... وضحكنا معا وعدنا لحتى الان كان القرار بالهجوم خلال 48 ساعة وقرار الانسحاب منها ب24 ساعة..
عن الفايسبوك
كنا في شرق صيدا.. جاء الامر جهزوا انفسكم يا رفاق هذه الليلة عليكم بالصعود على المتن هناك معركة عسكرية حاسمة..
انتقلنا الى بلدة الرميلة، ومن هناك انتقلنا مع بقية الرفاق في شاحنات عسكرية بقيادة زياد صعب.. وصلنا الى بلدة المتين- بولونيا، افترشنا مدرستها وتم شرح المهمة العسكرية وضرورة خوضها ووزعت المهام والمسؤوليات على عدة محاور... وجاء نصيبي مع مجموعة ربما كانت مساهمتي في تسمية المجموعة التي توليتها، واذكر اغلب الرفاق ابو سمرا وبلبل وأشرف الحجيري ورفيق اخر تخونني الذاكرة في تذكره ربما من ال ترمس.. استلمنا السلاح والذخائر وعند الساعة الثانية عشرة ليلا، بدأت الفصائل والمجموعات في اتجاه فتح المعركة التي توصلنا الى الهدف وهو بلدة بكفيا... مجموعتنا مع مجموعة اخرى قريبة منا استملنا محور الحارات الفوقا لبلدة عين الجوز، تسللنا ليلا حتى وصلنا الى داخل البلدة، واصبحنا داخل بيوتها جلسنا الى جانب ساتر ودشمة للقوات اللبنانية وجيش عون نترقب تحركاتهم... وخلال ربع ساعة فتحوا النيران علينا، متل المطر النازل، انتشرنا واحتمينا تحت سواتر صغيرة مع النيران والقذائف الكثيفة... سمعنا اصوات اجهزتهم اللاسلكية تقول شفناهم وتم القضاء عليهم، حينها اطمنت اذا هيك ماشي الحال... ندهت للرفاق بصوت خافت، طمأنوني هم بخير ما عدا الرفيق اشرف الحجيري لم يجب.. ركضت نحوه وجدته ممددا على الساتر "شو صار معك انت منيح"، رد مش عارف لكن وجهه مكسو بالاحمر... "انت مش حاسس بشي"، رفع يده على وجهه قال لي "انا تصاوبت" (باللهجة العرسالية)، ضحكت حينها وانزلته عن الساتر ومشينا عدة امتار، واذ بلحظات تقع قذيفة ب، 7 في النقطة على الساتر . فقط اصبنا منها بغبارها وترابها وحجارتها الصغيرة فورا طلبت الرفيق سلك طريق العودة الى النقطة المتفق عليها وعلاج اصابتك..
بقيت مجموعتنا محاصرة في النقطة نفسها طوال الليل، حينها قررنا فتح النيران على مصادر النيران وابلغنا المعني في اتصال بذلك مساعدتنا في الحصار عنا.
اجتمعنا للحظات انا وابو سمرا وبلبل والرفيق الاخر ووزعنا حالنا لعدة نقاط وبدانا فتح النيران اتجاه النيران الخارجة صوبنا، وتقدمنا حوالي 40 متر اتجاههم وتم السيطرة على مصادر النيران .. لكن بقيي محور الكنيسة المحصن
وكان صعبا علينا اسكاته، حينها انا وابو سمرا تسللنا قليلا نحو الكنيسة وجلسنا حوالي ربع ساعة نترقب التحركات ومصدر النار كل دقيقة حتى اكتشفنا من شباك الكنيسة هناك قناص ورامي ب7 يطلق النار من طابقها العلوي..
فورا ابو سمرا جهز قاذفه ب7 وقال "راح اخبطو"، قلت له "تمهل شوي هذه كنيسة، تعتبر من المقدسات".. مع ابتسامة "بكرا بيحكوا على الاعلام دمروا الكنيسة".. رد ابو سمرا "وهم شو عم يعملوا منها عم يصلوا". قلت له "شوف شو لازم تعمل، صوب نحو الشباك وحين يطلقوا نيرانهم اخبطهم قذيفة وانا معك في الب كي سي".. وخلال دقيقة وهم فتحوا النيران اطلق ابو سمرا وانا معه وبقية الرفاق وخمدنا نيرانهم ووصلنا الى المحور ... شباك الكنيسة اعاق تقدمنا كل الليل وفي الصباح طلع الضو وحين رأينا حولنا ما صدقنا كانت ارض محروقة دمار وحرائق وقلنا معقولة نحن كنا هون..
وعند الساعة الثالثة ضهرا سيطرنا على البلدة واصبح طريق بكفيا تحت نيراننا .. تبلغنا من القيادة باتصال بوقف اطلاق النار والانسحاب ...ساعتها قلت لابي سمرا "مش قلتلك ضعان نضرب شباك الكنيسة"... وضحكنا معا وعدنا لحتى الان كان القرار بالهجوم خلال 48 ساعة وقرار الانسحاب منها ب24 ساعة..
عن الفايسبوك