محمود الحجيري... يوم هدد "أوادم" الحزب جورج حاوي اذ صعد الى عرسال

alrumi.com
By -
0
في صيف 2004 دعا الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي فاروق دحروج إلى لقاء مع الكادر الحزبي في البقاع، ليطلعهم على نتائج الحوار الذي جرى بين قيادة الحزب ومجموعة تيار "اليسار الديمقراطي"، وقد كنت متهما اني من كوادر الحزب فدعيت وحضرت اللقاء.

وبعد ان قدم الرفيق فاروق مداخلته وتكلم عن وجهات نظر الاطراف المتحاورين، فسح المجال امام الحضور للمداخلات والاسئلة، وقد لفت انتباهي أغلب المداخلات، كانت تبدأ وتنتهي بـ" يا رفيق انت بتعرفنا نحن في البقاع - اوادم - ومع القيادة الشرعية للحزب".
تخيلت نفسي في ذلك اللقاء، وكأني في لقاء لحزب شمولي وفي السلطة وبحضور القائد المفدى والملهم، ولم افهم معنى كلمة "اوادم" مقابل "رذالة "من لديه رأي مختلف..
وعندما انتهى اللقاء، وخرجنا قلت لبعض الكوادر من عرسال لحظة صعودنا السيارة لنعود على اعقابنا وبلدتنا: "قراري صريح وواضح منذ هذه اللحظة، لن ابقى "ادمياً" سأخرق هذا الاجماع البقاعي العظيم.
فرد علي الكادر العظيم عبد العزيز وقال: "ادمي" او "رذيل" غير مهم، المهم القناعات.
فقلت: حتى القناعات اصبحت مهزوزة!
فصدح صوت هادر وقال: ريحونا من جدالكم نريد ان نتغدى وهذا هو الاهم..
وسكتنا جميعا، وانطلقت السيارة على وقع تعليق عابر من هنا ونكتة من هناك، اما حضرتي فقد التزمت الصمت التام لكن افكاري تجوب الافق، تفتش عن ثغرة اسجل فيها "رذالتي" على انقاض "ادميتي"، وقبل ان نصل الى المكان الذي سنتناول فيه طعام الغداء، اخترق شرودي وصمتي احدهم وقال: ليست من عاداتك الصمت "بشو شارد وشاغل تفكيرك"؟
أجبته: انا معكم ومستمع لحديثكم... لكني وجدتها!
ضحك وقال: اف وشو هي لوجدتها؟
فقلت: لم يأت وقت الاعلان بعد، اخبركم بما وجدت لاحقا.
ودخلنا الى مطعم اكلنا ما تيسر واكملنا  الى بلدتنا، وعندما الوصول افترقنا. وفي المساء زرت بكر وهو من المعجبين بالرفيق جورج حاوي، وطلبت منه رقم تلفون الرفيق ابو انيس.
فرد بدهشة: لماذا رقم ابو انيس؟ وماذا يوجد بينكما؟
فأجبت: بما اني قررت ان اكون "رذيلت" سأدعوه الى زيارة عرسال واجراء لقاء سياسي مع الشيوعيين.
رحب بالفكرة واتصل مباشرة مع منير بركات وطرح الموضوع عليه، وبعد دقائق اتصل الرفيق منير وقال هو جاهز عليكم تحديد الموعد... وكنا في يوم جمعة، فقلت له نهار الجمعة القادم... وهكذا تم الاتفاق وحدد الموعد وانطلقت بحماس لتنفيذ "رذالتي"، جلت على عدد من الرفاق واخبرتهم وقد رحبوا وابدوا استعدادهم للمساهمة في انجاح اللقاء لما يمثله الرفيق جورج حاوي من رمزية على صعيد الحزب والبلد بشكل عام. وفي اليوم التالي زرت أحد الرفاق واخبرته باللقاء وطلبت منه عقد اجتماع في منزله للمنظمة لوضع الترتيبات فرحب وقدم كل امكانياته المتاحة لانجاح اللقاء... اكملت
جولتي على الرفاق لدعوتهم بمساعدة عدد منهم، وفي النهاية  اعتبرت ومن معي ان المهمة انتهت وكل الامور تسير في الطريق الصحيح، لكن المفاجئة عندما اتصل بي الرفيق حسن واخبرني عن الدعوة المضادة الي يقوم بها عبد العزيز وعن تدخل المنطقية في الضغط على الرفاق لعدم حضور الاجتماع، ولم يخطر في بالنا ان هذه الدعوة سارت كالنار في الهشيم في صفوف "الاوادم " من البقاع الشمالي مرورا في بعلبك الى البقاع الغربي وصولا الى بيروت، وقد اظهروا كل ادوات "الادمية" من تهديدات وشتائم وتخوين، وقد قالوا "اذا جورج حاوي طلع الى عرسال بيكون عم يدعوس على دم الشهدا"، وكيل من الشتائم له ولمن يحبه او يؤيده... وبعض "الاوادم" هددوا بقطع الطريق عليه وقتله اذا طلع على عرسال .
اما انا فقد تخطيت الاصول والاطر التنظيمية وخرقت الدستور وارتكبت المعصية ان لم نقل الخيانة، وللعلم فقط العديد من الانشطة واللقاءات خلال المرحلة التي سبقت هذا الخرق كانت تتم بمبادرة شخصية مني وبذات الطريقة والأسلوب وبمباركة وتشجيع من هم حريصون على التنظيم... وللتاريخ ايضا كانت هذه الخيانة التي افشلوها "الاوادم " اخر محاولة نشاط في عرسال منذ 12 سنة فقط. وفي اليوم الثالث زارتني قيادة المنطقية واظهرت كل "ادميتها" وديمقراطيتها وهي: النقد الذاتي والاعتذار -  التعهد خطيا بعدم تكرار ما حدث _ او الطرد النهائي من الحزب.
لم اجاوب وتركت لنفسي وقتا للتفكير،  واتى الحل عن طريق الرفيق فاروق دحروج عندما اضطر للذهاب الى الرفيق جورج حاوي في منزله وتمنى عليه بعدم الذهاب الى عرسال خوفا من تفاقم الأمور...
واليوم يأتيك نفر من بقايا "الأوادم"، ليكرر عبارة "المجد والخلود"... 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)