12:30pm
رنا حاف
حدث منذ زمن أن أتت الآلة "المتوحشة" و"الشريرة" وحلت مكان العامل (الإنسان) في المصانع، وتفوقت عليه بالإنتاج كما ونوعا. إنتصر الحديد البارد والثقيل على أياد عاملة، من لحم ودم، تطعم الواحدة منها عدة أفواه.
يحدث اليوم أن تطارد المعلومة الإلكترونية/ النص الإلكتروني كل إنتاج ورقي مطبوع، لتطيح بذلك بشبكة مصالح مترابطة. إن ما آلت إليه أعرق جريدتين في لبنان، لتتحول واحدة إلى موقع إلكتروني وأخرى إلى صحيفة إلكترونية، لا يهدد فقط العاملين مباشرة فيها بلقمة عيشهم، بل أيضا العاملين في المطابع والموزعين والموظفين في المكتبات وأصحاب الأكشاك الصغيرة وتجار الورق.
هي ليست مشكلة "جريدة" فقط، بل هي أيضا مشكلة "كتاب"، في بلد لا يقرأ إلا قليلا، وإن ذاع صيته في النشر. هنا، الكتابة ليست مهنة من أجل العيش، بل على صاحبها أن يمتهن عملا آخر معها يؤمن له دخلا معقولا وضمانا صحيا لتصير هي، أي الكتابة، نوع من التميز الثقافي_ الإجتماعي لا أكثر.
وإذا كان الكتاب المدرسي ما زال حيا بفعل استمرارية التعليم، فإن بعض المؤسسات التربوية في لبنان، على قلتها، قد بدأت بتجريب النسخ الإلكترونية منها، على شكل تطبيقات، لتخفف بذلك من ثقلها فوق أكتاف تلاميذها... يحكى أيضا عن لوح إلكتروني لم يصل إلينا بعد...
فهل سيخسر الإنسان ملكة الكتابة بخط اليد بسبب الشاشة ولوح المفاتيح؟ ويكون قد خسر بذلك بصمة تميزه وشيئا من هويته الفردية؟
رنا حاف
حدث منذ زمن أن أتت الآلة "المتوحشة" و"الشريرة" وحلت مكان العامل (الإنسان) في المصانع، وتفوقت عليه بالإنتاج كما ونوعا. إنتصر الحديد البارد والثقيل على أياد عاملة، من لحم ودم، تطعم الواحدة منها عدة أفواه.
يحدث اليوم أن تطارد المعلومة الإلكترونية/ النص الإلكتروني كل إنتاج ورقي مطبوع، لتطيح بذلك بشبكة مصالح مترابطة. إن ما آلت إليه أعرق جريدتين في لبنان، لتتحول واحدة إلى موقع إلكتروني وأخرى إلى صحيفة إلكترونية، لا يهدد فقط العاملين مباشرة فيها بلقمة عيشهم، بل أيضا العاملين في المطابع والموزعين والموظفين في المكتبات وأصحاب الأكشاك الصغيرة وتجار الورق.
هي ليست مشكلة "جريدة" فقط، بل هي أيضا مشكلة "كتاب"، في بلد لا يقرأ إلا قليلا، وإن ذاع صيته في النشر. هنا، الكتابة ليست مهنة من أجل العيش، بل على صاحبها أن يمتهن عملا آخر معها يؤمن له دخلا معقولا وضمانا صحيا لتصير هي، أي الكتابة، نوع من التميز الثقافي_ الإجتماعي لا أكثر.
وإذا كان الكتاب المدرسي ما زال حيا بفعل استمرارية التعليم، فإن بعض المؤسسات التربوية في لبنان، على قلتها، قد بدأت بتجريب النسخ الإلكترونية منها، على شكل تطبيقات، لتخفف بذلك من ثقلها فوق أكتاف تلاميذها... يحكى أيضا عن لوح إلكتروني لم يصل إلينا بعد...
فهل سيخسر الإنسان ملكة الكتابة بخط اليد بسبب الشاشة ولوح المفاتيح؟ ويكون قد خسر بذلك بصمة تميزه وشيئا من هويته الفردية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق