مُنيت جميع محاولاتي في الزواج من امرأة عربية بالفشل الذريع، وذلك لسبب واحد وحيد، وعلى الرغم من أنني ألقيت الحبل على الغارب وجعلت قلبي مفتوحاً على الغاربين معاً، من بحر الصين إلى بحر الظلمات، ومن جزيرة العرب إلى جبال الأطلس، بل إنّني فكرت حتّى في الارتباط بامرأة من الصين كي يزداد العرب ملياراً دفعةً واحدةً، وإن كانت تلك كثرةً عدديةً، ليس إلا. ولم تخفق محاولاتي بسبب القومية أو العرق أو اللغة أو فارق السنّ أو الدين أو الطائفة، وكنت على قاب قوس من الاقتران بامرأة "سنيّة" من بلدة تكريت!
باستثناء امرأة تقيم في "مدينة الثورة" ببغداد، وكانت نحيفة الساقين كالكرسوع وخنّاء وتمطّ الكلام مطّاً فيخرج من فمها كمواء القطط. وحدث ذات مرّة أن سألتني على نحو مباغت بعدما لاحظت بأنّني لست من الصائمين ولا المصلين ولا الحالمين بالجنّة: " استغفر الله! ليش أنت ما تصلي؟" فرنّ سؤالها في ذهني وكأنه: ليش أنت ما تخ..ى؟ فغنيّت لها طوراً عراقياً جنوبياً من ألحان عشيرتها "ألبو محمّد": "أحبّك من جنت جاهل وتربا/ وأحب تمشي على سدري وتربا/ وأحب خدّك سجود على الوطية".
كلا، لم يكن سبب مأساتي ثقافياً ولا فكرياً ولا مالياً حتّى، إنما بيولوجي محض. وهو أنّ معظم النساء المشمولات بمشروع الزواج الافتراضي، كانت أمزجتهن تتقلب بسبب الدور الشهرية وحدها، فتصبح المأساة داميةً على حين غرّة. وقد أبلغتني السيّدة المغربية التي أقمت لها مراسيم الخطوبة كلّها، بأنّ دورتها تحوّل الحب إلى كراهية. أمّا تلك البدوية السورية الملحاء والقادمة من مضارب عشائر دير الزور، فقد أسرّت لي دون لفّ أو دوران بأنّ كلّ شيء قد أصبح موصداً أمامي: "كلّ شيء مسكّر، زيح عنّي، زيح".
كاتب ومترجم عراقي والنص عن الفايسبوك