حسن الموزاني
كان جدّي من الغزاة المعدودين في زمانه، ولا أقصد هنا جدّي رسول الله، بل عذاب عبيد العمّاري الربيعاوي. وكان رجلاً شجاعاً وكريماً وصموتاً ويكنّى بأبّي "دواية" باسم ابنته البكر، التي توفيت وهي طفلة صغيرة. ولا يستجيب لمن يناديه بأبي شوّاي، ابنه الأكبر. لكن ما أن تقول له "أبو دواية" حتّى يقشعر بدنه ويترعد. وكان يشنّ الغارات على البلدات النائية في الأهواز والجزيرة العربية. وكان جدّتي علية بنت مريعي، وهي أصغر نسائه الأربع، لا تخاطبه إلا بلغة العيون، لأنّ العرف السائد آنذا، وربّما اليوم، هو أنّ المرأة الكثبرة الكلام، "المهذارة" لا تجلب سوى النحس على أهلها. وكان أخوه الشقيق مخرّب معروفاً بمزاجه وتوتره العصبيين. وحدث ذات مرّة أن اختلف مخرّب مع أشخاص آخرين على أمر ما، فتدخل جدّي، السيّد عليّ الموزاني، لفضّ النزاع، وكان رجلاً عجوزاً ووقوراً وثريّاً. وعندما همّ جدي عليّ في الجلوس على بساط مخرّب للوساطة، سحب مخرّب البساط من تحت قدميه حرفيّاً، رافضاً الوساطة. فخرج عليّ مستاءً منكسراً من تصرّف مخرّب الفظّ. وبعدما حلّ الغروب، وسلّمت الشمس على حدّ تعبير أهلنا، وضعوا مخرّب على القبلة في مكّة، وهو يرتجف هلعاً ويصرخ من شدّة الألم والغضب، لأنّه طرد ابن رسول الله من داره، فأصابته "شارة" السيّد، وكادت تودي بحياته. وقال عليكم بالسيّد فوراً قبل أن أرحل. فجاء عليّ الذي لم يتوقع أن تكون شارته سريعة التأثير إلى هذا الحدّ، فاعطاه مخرّب صايه، ابنته ذات الأربعة عشر عاماً، هديةً، فتقبّلها جدّي مشكوراً، وأنجبت له ثلاثة أبناء. وعندما سالتُ صايه ذات يوم عن ملامح جدّي وشخصيته، قالت بالحرف الواحد: "جدّه آنا عيب شايفته"! فقلت في نفسي مع من كانت تنام إذاً؟ وكيف أنجبت أبناءها الثلاثة؟ وقلت لو أنّ أهلنا في الأهوار يتمتعون بذلك الخيال الكنعائيّ الفنيقيّ الخصب لصنعوا من صاية نبيةً، أو عذراء مكعّبة على الأقل، تتجاوز في عذريتها حتّى مريم بنت عمران، بيد أنّ هذا موضوع آخر.
وبعدما رحل أبوها مخرّب وزوجها عليّ، دخلت صايه على عمها عذاب وخاطبته بالقول: "أبو دوايه باكوا جوميسي وراح أكص جناغاتي"، بمعنى "أنّهم سرقوا جواميسي وسأقصّ جدائلي نكايةً وحيفاً". فقال لها عذاب: "جا غير تكصّين جناغاتج بعد ما أموت؟" فركب فرسه على الفور وغار على منطقة الأهواز فجاء بالجواميس والأبقار والخيول.
وسنرى الآن ما سيفعله مقتدى الصدر في المنطقة الخضراء!
كاتب ومترم عراقي عن الفايسبوك
كان جدّي من الغزاة المعدودين في زمانه، ولا أقصد هنا جدّي رسول الله، بل عذاب عبيد العمّاري الربيعاوي. وكان رجلاً شجاعاً وكريماً وصموتاً ويكنّى بأبّي "دواية" باسم ابنته البكر، التي توفيت وهي طفلة صغيرة. ولا يستجيب لمن يناديه بأبي شوّاي، ابنه الأكبر. لكن ما أن تقول له "أبو دواية" حتّى يقشعر بدنه ويترعد. وكان يشنّ الغارات على البلدات النائية في الأهواز والجزيرة العربية. وكان جدّتي علية بنت مريعي، وهي أصغر نسائه الأربع، لا تخاطبه إلا بلغة العيون، لأنّ العرف السائد آنذا، وربّما اليوم، هو أنّ المرأة الكثبرة الكلام، "المهذارة" لا تجلب سوى النحس على أهلها. وكان أخوه الشقيق مخرّب معروفاً بمزاجه وتوتره العصبيين. وحدث ذات مرّة أن اختلف مخرّب مع أشخاص آخرين على أمر ما، فتدخل جدّي، السيّد عليّ الموزاني، لفضّ النزاع، وكان رجلاً عجوزاً ووقوراً وثريّاً. وعندما همّ جدي عليّ في الجلوس على بساط مخرّب للوساطة، سحب مخرّب البساط من تحت قدميه حرفيّاً، رافضاً الوساطة. فخرج عليّ مستاءً منكسراً من تصرّف مخرّب الفظّ. وبعدما حلّ الغروب، وسلّمت الشمس على حدّ تعبير أهلنا، وضعوا مخرّب على القبلة في مكّة، وهو يرتجف هلعاً ويصرخ من شدّة الألم والغضب، لأنّه طرد ابن رسول الله من داره، فأصابته "شارة" السيّد، وكادت تودي بحياته. وقال عليكم بالسيّد فوراً قبل أن أرحل. فجاء عليّ الذي لم يتوقع أن تكون شارته سريعة التأثير إلى هذا الحدّ، فاعطاه مخرّب صايه، ابنته ذات الأربعة عشر عاماً، هديةً، فتقبّلها جدّي مشكوراً، وأنجبت له ثلاثة أبناء. وعندما سالتُ صايه ذات يوم عن ملامح جدّي وشخصيته، قالت بالحرف الواحد: "جدّه آنا عيب شايفته"! فقلت في نفسي مع من كانت تنام إذاً؟ وكيف أنجبت أبناءها الثلاثة؟ وقلت لو أنّ أهلنا في الأهوار يتمتعون بذلك الخيال الكنعائيّ الفنيقيّ الخصب لصنعوا من صاية نبيةً، أو عذراء مكعّبة على الأقل، تتجاوز في عذريتها حتّى مريم بنت عمران، بيد أنّ هذا موضوع آخر.
وبعدما رحل أبوها مخرّب وزوجها عليّ، دخلت صايه على عمها عذاب وخاطبته بالقول: "أبو دوايه باكوا جوميسي وراح أكص جناغاتي"، بمعنى "أنّهم سرقوا جواميسي وسأقصّ جدائلي نكايةً وحيفاً". فقال لها عذاب: "جا غير تكصّين جناغاتج بعد ما أموت؟" فركب فرسه على الفور وغار على منطقة الأهواز فجاء بالجواميس والأبقار والخيول.
وسنرى الآن ما سيفعله مقتدى الصدر في المنطقة الخضراء!
كاتب ومترم عراقي عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق