عن الفايسبوك
عزيزي المُربّي الوزير الاستاذ الدكتور الياس بو صعب
حين علمتُ أنّ عادل كرم يستضيفك في برنامج "هيدا حكي" على قناة MTV، تركتُ كلّ شيء !
توقّفتُ عن تدوين خطط شرح الدروس المقرّرة للطلاب على دفتر التحضير،ووضعتُ جانباً كتاب "سيبويه"، ديوان "المتنبي"، وروايات "ميخائيل نعيمة" التي كنتُ أنهل منها لأصقل معارفي بمعارفهم، وقلتُ في نفسي: "ها هوذا وزير التربية .. مثلنا الاعلى.. فلأتعلّمْ منه!"
تسمّرتُ أمام الشّاشة... حتى اللّبان توقّفتُ عن مضغه لأنتبه جيداً إليك، وأستفيد من كل حرف يخرج من مرشفكَ.. ألستَ -من حيث المنطق-المثل الاعلى؟!
وللحق، لا يمكنني النكران بأنّني أُعجبت كثيراً منذ الوهلة الاولى – وبالإذن من كلّ الأساتذة الذين ينتقدونك- بأناقتك، وابتسامتك التي لا تفارق وجهك، وذكائكَ العاطفي الذي تتقن توظيفه في استمالة اكبر قدر من الطلاب والاهالي ...وقلتُ في نفسي: "تعلّمي منه يا فرح!"
كذلك لفتني كرمك الحاتميّ، لأنّك لم تخصّص هداياكَ فقط لعادل كرم، بل منحتنا والطلاب، والّلغة العربية أجمل هداياكَ... ألستَ القائل: "بشو بتفيدكم اللغة العربية ؟! "
ولكن للأسف، على وقع مفاجآتكَ لنا، وخاصةً حين تحدّثتَ عن ضرورة تغيير المناهج بما يتماشى مع مقتضى الاحوال بلغة ساخرة، بدأتْ أفكارٌ تربوية، كنت قد نحتتُها هياكل في رأسي، تتصدّع وتتفسخ، وكأنّها تهيّئ نفسها للإنهيار... ألستَ ربّ التربية والتعليم، وكما يقول الإله، يقول الرّسول؟!
حينها رمقتُ دفتر تحضيري المُثقل بخطط عمل لتقوية الطلاب في اللغة العربية، وكتباً أتعرّف فيها على جهابذة اللغة العربية، بعين المُذنب في حقّ التربية والتعليم ،ودفعتُ بها بعيداً ..بعيداً جداً... إلى حيث سيصل طلابنا بسبب هذه السياسة التهميشيّة، وغير المسؤولة، وغير الواعية للوضع الخطير الذي وصلت إليه اللغة العربية وخاصة في الآونة الأخيرة، والتي تستوجب بدورنا، كأساتذة ومربين، إعادة إحيائها وتنشيطها وتزويدها بالوقود الذي يطلقها عالياً، لا العكس !
نعم.دفعتُ بها بعيداً.. لا كرهاً بها.. وإنما خوفاً من ان تسمعك، وتعتقد بأنك بلساننا تتكلّم ، وعن امانينا تعبّر، فتحكم لغتُنا على الرعيّة من خلال استهزاء الراعي!
يا معالي الوزير، إنَّ إيماني بلغة "الضاد" كان اقوى من إيماني بك.. أمسكَ بقناعاتي التربويّة ومنع انهيارها، لا بل.. وأحكمَ قبضته عليها أكثر فأكثر...
... دمتَ بصحة جيّدة ولسان فصيح
....فرح
صيدا\جنوب لبنان
عزيزي المُربّي الوزير الاستاذ الدكتور الياس بو صعب
حين علمتُ أنّ عادل كرم يستضيفك في برنامج "هيدا حكي" على قناة MTV، تركتُ كلّ شيء !
توقّفتُ عن تدوين خطط شرح الدروس المقرّرة للطلاب على دفتر التحضير،ووضعتُ جانباً كتاب "سيبويه"، ديوان "المتنبي"، وروايات "ميخائيل نعيمة" التي كنتُ أنهل منها لأصقل معارفي بمعارفهم، وقلتُ في نفسي: "ها هوذا وزير التربية .. مثلنا الاعلى.. فلأتعلّمْ منه!"
تسمّرتُ أمام الشّاشة... حتى اللّبان توقّفتُ عن مضغه لأنتبه جيداً إليك، وأستفيد من كل حرف يخرج من مرشفكَ.. ألستَ -من حيث المنطق-المثل الاعلى؟!
وللحق، لا يمكنني النكران بأنّني أُعجبت كثيراً منذ الوهلة الاولى – وبالإذن من كلّ الأساتذة الذين ينتقدونك- بأناقتك، وابتسامتك التي لا تفارق وجهك، وذكائكَ العاطفي الذي تتقن توظيفه في استمالة اكبر قدر من الطلاب والاهالي ...وقلتُ في نفسي: "تعلّمي منه يا فرح!"
كذلك لفتني كرمك الحاتميّ، لأنّك لم تخصّص هداياكَ فقط لعادل كرم، بل منحتنا والطلاب، والّلغة العربية أجمل هداياكَ... ألستَ القائل: "بشو بتفيدكم اللغة العربية ؟! "
ولكن للأسف، على وقع مفاجآتكَ لنا، وخاصةً حين تحدّثتَ عن ضرورة تغيير المناهج بما يتماشى مع مقتضى الاحوال بلغة ساخرة، بدأتْ أفكارٌ تربوية، كنت قد نحتتُها هياكل في رأسي، تتصدّع وتتفسخ، وكأنّها تهيّئ نفسها للإنهيار... ألستَ ربّ التربية والتعليم، وكما يقول الإله، يقول الرّسول؟!
حينها رمقتُ دفتر تحضيري المُثقل بخطط عمل لتقوية الطلاب في اللغة العربية، وكتباً أتعرّف فيها على جهابذة اللغة العربية، بعين المُذنب في حقّ التربية والتعليم ،ودفعتُ بها بعيداً ..بعيداً جداً... إلى حيث سيصل طلابنا بسبب هذه السياسة التهميشيّة، وغير المسؤولة، وغير الواعية للوضع الخطير الذي وصلت إليه اللغة العربية وخاصة في الآونة الأخيرة، والتي تستوجب بدورنا، كأساتذة ومربين، إعادة إحيائها وتنشيطها وتزويدها بالوقود الذي يطلقها عالياً، لا العكس !
نعم.دفعتُ بها بعيداً.. لا كرهاً بها.. وإنما خوفاً من ان تسمعك، وتعتقد بأنك بلساننا تتكلّم ، وعن امانينا تعبّر، فتحكم لغتُنا على الرعيّة من خلال استهزاء الراعي!
يا معالي الوزير، إنَّ إيماني بلغة "الضاد" كان اقوى من إيماني بك.. أمسكَ بقناعاتي التربويّة ومنع انهيارها، لا بل.. وأحكمَ قبضته عليها أكثر فأكثر...
... دمتَ بصحة جيّدة ولسان فصيح
....فرح
صيدا\جنوب لبنان