ميشال عون في 14 آذار... لا جديد

alrumi.com
By -
0

وليد العارف(بيروت)
منذ أيام، و"أوركسترا" الصحف اللبنانية ومواقع الانترنت، تنعي تحالف 14 آذار، وتتحدث عن خطاب تصعيدي للجنرال ميشال عون في ذكرى 14 آذار(حرب التحرير)، وتقول انه سيلقي خطاباً نوعيا عن الميثاقية والعيش المشترك والتمثيل الصحيح، سيقلب الطاولة على الأقطاب كافة...

 من يقرأ كل ما كتب يخرج بنتيجة دون عناء، أنه لا جديد في الخطاب العوني المرتقب، كل ما قيل قد قيل، وفرنجية أكثر قدرة على االقناع منه. لم يعد مفيدا التسلح بكلمات رنانة واحصاءات (سواء مثل تمثل الشارع بنسبة 85 بالمئة او 100 في المئة) هي أصلا لم تكن يوماً مفيدة في الانتخابات الرئاسية. لم يعد عون مقنعاً بكلامه، ولم يكن يوما مقنعا الا لجمهوره الحزبي، لقد فعل اقسى ما يمكن فعله بهدف وصوله الى كرسي بعبدا ولم يصل الى مبتغاه، استعمل المدافع والراجمات في نهاية الثمانينات ولم يصل الى نتيجة، بل زاد من تأزيم الوضع اللبناني ومن سيطرة الوصاية السورية على ما تبقى من مناطق نفوذ...

 خرج الى المنفى وبقيت عقدة الرئاسة في رأسه، تباهى بأنه صنع 1559 ضد حزب الله، على اعتبار ان هذا القرار قد يفيده في الأوساط الأميركية ولم يصل الى نتيجة، وبقي يحلم بالجمهورية الأولى، أي جمهورية ما قبل الطائف، عاد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري واصطدم بالتحالفات الجديدة. افرز خروج النظام السوري من لبنان قوى جديدة وقفت في وجهه، صنعت منه تسونامي بسبب تصريحاتها وتكتلاتها السلطوية، لكن ما حصده عون كان ممنوعا من الصرف، هو وجد للتعطيل وليس للتشغيل، استعملت شعاراته المحقة لغاية في نفس يعقوب، ربما لغاية إبقاء دور الدويلات ونفوذ الاخرين. حزب الله يريد عون حليفا له لا اكثر ممنوع ان يمارس قوته، جنبلاط يريد عون حليفا لكنه يريده أيضا ضعيفاً او خارج القرار، لا يختلف الامر مع المستقبل وجنبلاط وحتى القوى المسيحية الأخرى، هناك توازنات تفرض واقعا لا يحبه عون ولا يحتمله، الواقع ليس الحلم، لكن عون في كل يوم يستيقظ يشاهد مناما جديداً وهو السلطة على قياسه، لا يختلف عنه خصومه في هذا المجال.

 يتباهى عون برفع شعارات كبيرة لكنه يعمل ما هو نقيضها، يريد الدولة لكنه يغطي "الدويلة"، يأخذ بالمفرق ويخسر بالجملة، تفاهم مع "حزب الله" في مارمخايل، نسف كل أفكار وثيقته البرتقالية باسم التكتيك، نسف ليغطي الحليف الجديد في حروبه، ولم يصل الى نتيجة. كان هدفه الدائم الحرب "الحريرية السياسية" باعتبارها الخصم التقليدي في السلطة بعد الطائف، سلط عليها كل أنواع الهجومات اللفظية والتشهيرية، واصدر حولها كتابه الشهير "الابراء المستحيل"، وفي لحظة تحاور مع سعد الحريري فألغى "الابراء المستحيل" كما الغى من قبلة وثيقته البرتقالية، لم يصل الحوار مع الحريري الى نتيجة رئاسية فعاد الى وتيرة الهجوم.

 كان عون يعتبر نفسه نابليون ولا أحد يقف في وجهه، سرعان ما رشح الحريري النائب سليمان فرنجية فقلبت الموازين وخلطت الأوراق، فأعلنت القوات ترشيح عون ولم يصل الأخير الى نتيجة، بل زادت حظوظ سليمان فرنجية...

احسب ان علاقة عون بكرسي بعبدا تحتاج دراسة سيكولوجية،
 ربما لأن الكرسي هدف بحد ذاته بالنسبة له، هناك عقدة بالنسبة الى عون هي كرسي بعبدا، وهي عقدة بالنسبة الى خصومه وهي منعه من الوصول، وما بين عقدتين نصير امام اللابلد...

(*) كاتب من اسرة الرومي
 


Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)