منذ مدة، وبعض وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية يترجم قصائد وخواطر للنجمة الأميركية الراحلة مارلين مونرو، وتتحدث عن كتابتها كما لو أنها {إلياذة} جديدة...
لا شك في أن حضور مارلين في الذاكرة العالمية، يجعل كل أمر مهم في حياتها في دائرة الميديا، من ثيابها إلى مقتنياتها ورسائلها وصورها وأفلامها وتفاهاتها وحتى خصلات شعرها وكلماتها النابية وبحثها عن طرق للفت الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي.
هكذا أحوال معظم النجوم والمشاهير الذين يأسرون المجتمعات بسحرهم حتى بعد موتهم بعشرات السنين، ويصبح ثمن رسالة من مارلين مونرو أو جون لينون (مثلاً) آلاف الدولارات، بل تحظى أخبار أي نجم في العالم بتغطية أشمل من كوارث الجوع والفيضانات.
ومارلين ما زالت أحد النجوم الأكثر حضوراً، وطيفها يخيم في أروقة الثقافة والحب والجمال، ولم تقدر حسناء جديدة زحزحة صورتها الراسخة في الوجدان كالأيقونة، إذ صدر عنها إلى الآن ما يقارب الـ 1500 كتاب بحسب آخر الإحصاءات، معظمها يبحث عن لغز صعودها وموتها وجمال فساتينها وجسدها، فهي الآتية من الشقاء والحرمان والاغتصاب والعسكر، ماتت بطريقة غامضة (منتحرة أو مقتولة) وشغلت العالم بكل تفصيل في حياتها.
كثير من الكتاب حاولوا إخراج صورة مارلين من النمطية السائدة التي تقول إنها رمز الجنس والجمال والإثارة والغباء، فما تحت جمالها هو السواد والشقاء وذاكرة الحزن المخزون من زمن الطفولة والزواج، وهي ليست {شقراء غبية} على نحو ما يراود مخيلة بعض جمهورها، وهي لم تكن من نوع {كوني جميلة واصمتي}، فما تبيّنه تفاصيل حياتها يثبت عكس ذلك.
لعل أبرز من سعى الى إخراج مارلين من الإطار النمطي الرتيب، الكاتب والمسرحي الأميركي الراحل آرثر ميلر (زوج مارلين الأشهر)، فهو لم ينكر هوسه وانجذابه الجارف نحو الجمال الصارخ، لذا ظل طيف مارلين يرافقه كالظل حتى لحظة وفاته، كان طيف شخصيتها هو الطاغي في مسرحياته الأخيرة، وفي {إنهاء المشهد} بدت البطلة غير مستقرة وغير قادرة على التحكم بمشاعرها وعواطفها، وهذه شخصية ترمز الى مارلين التي كانت في سنواتها الأخيرة ضائعة وتثير غضب المخرجين والممثلين لعدم تقيّدها بمواعيد التصوير. والمشكلة الأساسية التي حاول ميلر معالجتها تكمن في محاولاته المستمرة، إخراج {الشقراء} و{البلهاء} من المقولة التي جعلتها مجرد رمز للإثارة الاستهلاكية فهو يرى أنها كانت مثقفة وتميل الى قراءة الكتب الأدبية التي كانت تصلها هدايا من كبار الكتاب والشعراء. ويقول البعض إنها استخدمت صورة الشقراء البلهاء كي تحمي نفسها، ومع أنها لم تكن مثقفة، إلا أنها كانت ذكية جداً وكانت تحب القراءة كثيراً، خصوصاً كتب فرانز كافكا وريلكه ودوستويفسكي، بحسب رواية {مارلين: الجلسات الأخيرة} للروائي الفرنسي ميشال شنايدر.
بحسب عشاق مارلين، تشكّل الشذرات التي كتبتها في حياتها والتي تصدر في الخريف المقبل، وتحديداً في أكتوبر (تشرين الأول) عن {دار فارار، شتراوس وجيروكس} الأميركية، فضلاً عن {دار سوي}، محاولة لإخراج مارلين من دائرة الصورة النمطية. يقول كومون، المحرر في {دار سوي} ناشر الكتاب الفرنسي: {نبرة ما توحي بالكآبة في ثنايا الكتاب والظريف، في بعض الصفحات يكمن في الطريقة التي ترى من خلالها الارتباط بين الأفكار حتى لو كانت متناثرة كلياً} حيث {تمضي أفكارها في كل اتجاه ليكون من الصعب أحياناً إيجاد نظام داخل الشذرات}، مضيفاً أن الكتابة لدى مارلين كانت تقع أحياناً على حدود تحليل الذات النفسي.
ما تكتبه مارلين في خواطرها هو شيء من كلمات عفوية من دون عناوين وبلا ادعاء الشعر، إنها تعبر عن نفسها من دون استعراض بكلمات صادقة هادئة.
يُقال إن مارلين مونرو بدأت بالكتابة حين كانت في السابعة عشرة من عمرها. ومعظم ما كتبته يعود إلى السنوات العشر التي سبقت وفاتها عام 1962، واقتنت في شبابها أسطوانات بيتهوفن، ودرست التمثيل في {مختبر الممثلين}، وقصدت {الاكتورز ستوديو} في نيويورك لرغبتها في تمثيل جاد، يستبدل صورة ضجيج الجنس في شخصها.
أحبت مارلين كتابة الشعر على رغم إصرارها على إطلاع عدد قليل على إنتاجها هذا، لخشيتها من النقد الذي قد يطاول الأشعار. أجل، قلة من أصدقائها، من بينهم الشاعر كارل ساندبيرغ، أتيحت لهم الفرصة لقراءة قصائدها.
باختصار، يكفي أن تكون مارلين مونرو جميلة لتكون شاعرة، فأن يحضر جمالها في أروقة العالم في الذاكرة وفي الملاهي، فهذا دليل جميل على أنه لا لزوم للشعر والشعراء ولا لزوم لفذلكة الحداثة والغموض، ولا لزوم للحظات الطاووسية في المقاهي أو المؤتمرات الشعرية.
لا شك في أن حضور مارلين في الذاكرة العالمية، يجعل كل أمر مهم في حياتها في دائرة الميديا، من ثيابها إلى مقتنياتها ورسائلها وصورها وأفلامها وتفاهاتها وحتى خصلات شعرها وكلماتها النابية وبحثها عن طرق للفت الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي.
هكذا أحوال معظم النجوم والمشاهير الذين يأسرون المجتمعات بسحرهم حتى بعد موتهم بعشرات السنين، ويصبح ثمن رسالة من مارلين مونرو أو جون لينون (مثلاً) آلاف الدولارات، بل تحظى أخبار أي نجم في العالم بتغطية أشمل من كوارث الجوع والفيضانات.
ومارلين ما زالت أحد النجوم الأكثر حضوراً، وطيفها يخيم في أروقة الثقافة والحب والجمال، ولم تقدر حسناء جديدة زحزحة صورتها الراسخة في الوجدان كالأيقونة، إذ صدر عنها إلى الآن ما يقارب الـ 1500 كتاب بحسب آخر الإحصاءات، معظمها يبحث عن لغز صعودها وموتها وجمال فساتينها وجسدها، فهي الآتية من الشقاء والحرمان والاغتصاب والعسكر، ماتت بطريقة غامضة (منتحرة أو مقتولة) وشغلت العالم بكل تفصيل في حياتها.
كثير من الكتاب حاولوا إخراج صورة مارلين من النمطية السائدة التي تقول إنها رمز الجنس والجمال والإثارة والغباء، فما تحت جمالها هو السواد والشقاء وذاكرة الحزن المخزون من زمن الطفولة والزواج، وهي ليست {شقراء غبية} على نحو ما يراود مخيلة بعض جمهورها، وهي لم تكن من نوع {كوني جميلة واصمتي}، فما تبيّنه تفاصيل حياتها يثبت عكس ذلك.
لعل أبرز من سعى الى إخراج مارلين من الإطار النمطي الرتيب، الكاتب والمسرحي الأميركي الراحل آرثر ميلر (زوج مارلين الأشهر)، فهو لم ينكر هوسه وانجذابه الجارف نحو الجمال الصارخ، لذا ظل طيف مارلين يرافقه كالظل حتى لحظة وفاته، كان طيف شخصيتها هو الطاغي في مسرحياته الأخيرة، وفي {إنهاء المشهد} بدت البطلة غير مستقرة وغير قادرة على التحكم بمشاعرها وعواطفها، وهذه شخصية ترمز الى مارلين التي كانت في سنواتها الأخيرة ضائعة وتثير غضب المخرجين والممثلين لعدم تقيّدها بمواعيد التصوير. والمشكلة الأساسية التي حاول ميلر معالجتها تكمن في محاولاته المستمرة، إخراج {الشقراء} و{البلهاء} من المقولة التي جعلتها مجرد رمز للإثارة الاستهلاكية فهو يرى أنها كانت مثقفة وتميل الى قراءة الكتب الأدبية التي كانت تصلها هدايا من كبار الكتاب والشعراء. ويقول البعض إنها استخدمت صورة الشقراء البلهاء كي تحمي نفسها، ومع أنها لم تكن مثقفة، إلا أنها كانت ذكية جداً وكانت تحب القراءة كثيراً، خصوصاً كتب فرانز كافكا وريلكه ودوستويفسكي، بحسب رواية {مارلين: الجلسات الأخيرة} للروائي الفرنسي ميشال شنايدر.
بحسب عشاق مارلين، تشكّل الشذرات التي كتبتها في حياتها والتي تصدر في الخريف المقبل، وتحديداً في أكتوبر (تشرين الأول) عن {دار فارار، شتراوس وجيروكس} الأميركية، فضلاً عن {دار سوي}، محاولة لإخراج مارلين من دائرة الصورة النمطية. يقول كومون، المحرر في {دار سوي} ناشر الكتاب الفرنسي: {نبرة ما توحي بالكآبة في ثنايا الكتاب والظريف، في بعض الصفحات يكمن في الطريقة التي ترى من خلالها الارتباط بين الأفكار حتى لو كانت متناثرة كلياً} حيث {تمضي أفكارها في كل اتجاه ليكون من الصعب أحياناً إيجاد نظام داخل الشذرات}، مضيفاً أن الكتابة لدى مارلين كانت تقع أحياناً على حدود تحليل الذات النفسي.
ما تكتبه مارلين في خواطرها هو شيء من كلمات عفوية من دون عناوين وبلا ادعاء الشعر، إنها تعبر عن نفسها من دون استعراض بكلمات صادقة هادئة.
يُقال إن مارلين مونرو بدأت بالكتابة حين كانت في السابعة عشرة من عمرها. ومعظم ما كتبته يعود إلى السنوات العشر التي سبقت وفاتها عام 1962، واقتنت في شبابها أسطوانات بيتهوفن، ودرست التمثيل في {مختبر الممثلين}، وقصدت {الاكتورز ستوديو} في نيويورك لرغبتها في تمثيل جاد، يستبدل صورة ضجيج الجنس في شخصها.
أحبت مارلين كتابة الشعر على رغم إصرارها على إطلاع عدد قليل على إنتاجها هذا، لخشيتها من النقد الذي قد يطاول الأشعار. أجل، قلة من أصدقائها، من بينهم الشاعر كارل ساندبيرغ، أتيحت لهم الفرصة لقراءة قصائدها.
باختصار، يكفي أن تكون مارلين مونرو جميلة لتكون شاعرة، فأن يحضر جمالها في أروقة العالم في الذاكرة وفي الملاهي، فهذا دليل جميل على أنه لا لزوم للشعر والشعراء ولا لزوم لفذلكة الحداثة والغموض، ولا لزوم للحظات الطاووسية في المقاهي أو المؤتمرات الشعرية.