قد يكون الافضل سياسيا للبنان في الظرف الحالي انتخاب سليمان فرنجية رئيسا . في الظرف الاقليمي ، في توازنات القوى اللبنانية ، في احتمالات التحولات المستقبلية لبنانيا واقليميا ، سليمان فرنجية يشكل حالة انتقالية بأدني كلفة ممكنة .
الانتقادات ، وهي كثيرة ، تبقى ، بحكم ثقافة البلد السياسية ، في اطار اللعبة المحلية ، وهي غير مضرة ، نوع من الطقوسية اللبنانية .
لسليمان فرنجية ايجابية غير البروفيل الشخصي والسياسي . اهمية انتخابه تأتي من نتائج الانتخاب : اولا سيعاد تكوين الزعامة السياسية المسيحية بصورة اخرى ، وثانيا سيعاد صياغة ، في المدى القصير ، الواجهة السياسية الشيعية على اسس اخرى ، ولن تتعافى زعامة جنبلاط بالشكل الذي خطط له وليد .
مسيحيا ، الحالة العونية المرحلية بتكوينها وممارستها ستتحول الى لعبة استقطاب مسيحي ، ستتفكك بين جماعات لها حيثيات تاريخية مناطقية وعائلية واخرى شديدة التغير وفقا للعرض السياسي ـ الخطابي .
لن تتمكن القوات اللبنانية من الاستفادة من تفكك هذه الحالة العونية ، كما يعتقد جعجع . لان معارضة القوات في الاجماع الماروني معطى ، صب عند عون من دون قناعة ، وهي معارضة شرسة للقوات ، ولن تعود عن موقفها . من المرجح ان تزداد الفرص لانتاج قيادات مسيحية ، ويزداد في الوقت ذاته احتمالات وجود اشكال من التجمعات السياسية " ترانس ـ طائفية " من دون شعارات علمانية ( تجربة تيار المستقبل في لبنان لها ايجابيات وان كان تم عبر زعامة مالية ) .
جنبلاط الذي يشعر ان استمرارية آل جنبلاط الدرزية مهددة في المدى المتوسط بحكم المتغيرات السياسية الاجتماعية ، على الاقل من ناحية اعادة تكوين الانتماءات سياسيا ، يعرف جيدا ان هوامش المناورات التي عاش عليها قد تقلص . استمرارية زعامة العائلة على الدروز عبر هالة سياسية مبنية على شعارات من الزمن الفائت ، لم يعد ينفع (بقي العصبية ) . التحالفات المؤقتة صارت من الماضي . كل التحولات التي سيبنى عليها المستقبل السياسي يتطلب نوع من التأقلم خارج لعبة بيضة القبان .
حسابات جنبلاط لا تتقاطع مع حسابا ت الحريري ، على الاقل اذا اخذنا الاوزان عددا واجتماعا واقتصادا في عين الاعتبار ، فيما يخص انتقاء سليمان فرنجية . جنبلاط يعيش في هواجس الاستمرارية الزعامية ( ذاكرة الحرب ضرورة في هذا السياق ) فيما سعد الحريري يعيش في اطار اوسع رسمه الاب ولم يتمكن من تنفيذه حاليا . الحريرية قد تكون الزعامة الاكثر ايجابية لمستقبل لبنان . في هذا السياق فرنجية استراتيجي وليس تكتكيكي كما هو الحال عند جنبلاط .
على المستوى الشيعي ، لا شك ان الثنائية الشيعية ستعرف في السنوات المقبلة تحولات ، من ناحية حركة امل التي زعامتها لن تبقى قادرة علي توحيد الجميع ، كل الجهويات والمناطقيات ، في بوطقة توزع وتثتثمر في اطر المؤسسات ، على الشكل الذي ابدع به بري . المشكلة بيولوجية وليست وراثية كما يبدوا . اما حزب الله ، فاننا امام حالة فيزيائية اقرب من حالة تحول الجليد الى ماء مع كل امكانات توزع السيولة . الحزب يتواصل ويستمر في الحرب التي ليست ابدية . تحول المجتمع الشيعي اقتصاديا واجتماعيا لن يسمح باستمرار الحالة المكلفة ، لا سيما وان آخر وظائف الحزب ومصدر استمراريته استنفذت : سوريا . العودة للعب دور المقاومة سيكون مثل عودة ملكة جمال الكون الى عذريتها بعد مئة عام !
الانتقادات ، وهي كثيرة ، تبقى ، بحكم ثقافة البلد السياسية ، في اطار اللعبة المحلية ، وهي غير مضرة ، نوع من الطقوسية اللبنانية .
لسليمان فرنجية ايجابية غير البروفيل الشخصي والسياسي . اهمية انتخابه تأتي من نتائج الانتخاب : اولا سيعاد تكوين الزعامة السياسية المسيحية بصورة اخرى ، وثانيا سيعاد صياغة ، في المدى القصير ، الواجهة السياسية الشيعية على اسس اخرى ، ولن تتعافى زعامة جنبلاط بالشكل الذي خطط له وليد .
مسيحيا ، الحالة العونية المرحلية بتكوينها وممارستها ستتحول الى لعبة استقطاب مسيحي ، ستتفكك بين جماعات لها حيثيات تاريخية مناطقية وعائلية واخرى شديدة التغير وفقا للعرض السياسي ـ الخطابي .
لن تتمكن القوات اللبنانية من الاستفادة من تفكك هذه الحالة العونية ، كما يعتقد جعجع . لان معارضة القوات في الاجماع الماروني معطى ، صب عند عون من دون قناعة ، وهي معارضة شرسة للقوات ، ولن تعود عن موقفها . من المرجح ان تزداد الفرص لانتاج قيادات مسيحية ، ويزداد في الوقت ذاته احتمالات وجود اشكال من التجمعات السياسية " ترانس ـ طائفية " من دون شعارات علمانية ( تجربة تيار المستقبل في لبنان لها ايجابيات وان كان تم عبر زعامة مالية ) .
جنبلاط الذي يشعر ان استمرارية آل جنبلاط الدرزية مهددة في المدى المتوسط بحكم المتغيرات السياسية الاجتماعية ، على الاقل من ناحية اعادة تكوين الانتماءات سياسيا ، يعرف جيدا ان هوامش المناورات التي عاش عليها قد تقلص . استمرارية زعامة العائلة على الدروز عبر هالة سياسية مبنية على شعارات من الزمن الفائت ، لم يعد ينفع (بقي العصبية ) . التحالفات المؤقتة صارت من الماضي . كل التحولات التي سيبنى عليها المستقبل السياسي يتطلب نوع من التأقلم خارج لعبة بيضة القبان .
حسابات جنبلاط لا تتقاطع مع حسابا ت الحريري ، على الاقل اذا اخذنا الاوزان عددا واجتماعا واقتصادا في عين الاعتبار ، فيما يخص انتقاء سليمان فرنجية . جنبلاط يعيش في هواجس الاستمرارية الزعامية ( ذاكرة الحرب ضرورة في هذا السياق ) فيما سعد الحريري يعيش في اطار اوسع رسمه الاب ولم يتمكن من تنفيذه حاليا . الحريرية قد تكون الزعامة الاكثر ايجابية لمستقبل لبنان . في هذا السياق فرنجية استراتيجي وليس تكتكيكي كما هو الحال عند جنبلاط .
على المستوى الشيعي ، لا شك ان الثنائية الشيعية ستعرف في السنوات المقبلة تحولات ، من ناحية حركة امل التي زعامتها لن تبقى قادرة علي توحيد الجميع ، كل الجهويات والمناطقيات ، في بوطقة توزع وتثتثمر في اطر المؤسسات ، على الشكل الذي ابدع به بري . المشكلة بيولوجية وليست وراثية كما يبدوا . اما حزب الله ، فاننا امام حالة فيزيائية اقرب من حالة تحول الجليد الى ماء مع كل امكانات توزع السيولة . الحزب يتواصل ويستمر في الحرب التي ليست ابدية . تحول المجتمع الشيعي اقتصاديا واجتماعيا لن يسمح باستمرار الحالة المكلفة ، لا سيما وان آخر وظائف الحزب ومصدر استمراريته استنفذت : سوريا . العودة للعب دور المقاومة سيكون مثل عودة ملكة جمال الكون الى عذريتها بعد مئة عام !