يجلس القادة على طاولة مستديرة بصفة تمثيلية غير
شرعية مغتصبة لجميع جميع جميع حقوق المواطن الذي تربى على الحرمان، عاش وكبُرَ وترعرع
في هذا الواقع الأليم، أجيال منهم شابت ثم إنتقلت إلى خالقها وهي محرومة، ومنهم أجيال
شابت ولم تلقى يدّ العون التي يجب أن تمدها لها الدولة بعدما خدمتها لسنين، ومنهم جيل
شبابنا اليوم الذي يسألهم لماذا تتحاورون، وعلى ماذا تتحاورون؟
صفتكم التمثيلية غير شرعية، حكومتكم وجميع حكوماتكم
معًا كانت غير نافعة وغير مجدية، أكاذيبكم باتت منسية، غطرستكم واقع حقيقي وحتى ضمن
أحزابكم غابت الديمقراطية، فعلى ماذا تتحاورون اليوم؟
رئاسة الجمهورية؟
في الجانب العوني لونها من لونهم وإلا لن تكون، وفي
المقلب الآخر جعلت قوى ١٤ آذار من كرسي الرئاسي لغم سياسي لنسف الحوار، فالجميع يعلم
موقف التيار الوطني الحر من الكرسي الحلم عند الجنرال. بين تشبث ١٤ ومعركة الجنرال
قد يخرج الرئيس بري بحل للأزمة عبر طرح المرحلة الإنتقالية للإنتخابات الرئاسية، بحيث
قد يُطرح إسم "جان" من إثنين لقيادتها وهنا أعني "قهوجي" أو
"عبيد"، وإلا نُسِفَ الحوار ونُسِفَ الوطن إلى المجهول.
قانون الإنتخابات؟
لا يرى أشد المتفائلين ببناء الوطن إستغناء أي فريق
سياسي عن حجمهه بطرح مشروع سياسي يضمن التمثيل الصحيح والغير طائفي في آنٍ معًا، فالقسم
الأول منهم الذي تراه يسعى لتطبيق النسبية يطرحها مع صبغة طائفية تقسيمية بحتة. أما
النوع الآخر والذي يخشى إنحسار حجم كتلته النيابية فيخشى النسبية ويطرح تمثيلية تسمى
بالقانون المختلط والتي تعطي مجلس نيابي مشابه للمجلس الحالي. من هنا لا يرى أي فريق
سياسي نفسه مستعد للتنازل عن قناعاته سواء الطائفية المذهبية عند فريق، أو العددية
والأنانية عن الفريق الآخر لأن كلاهما يقدم مصالحه الشخصية على مصطلح مُحِيَ من قاموسهم
ألا وهو "الوطنية".
اللامركزية الموسعة؟
أتعتقدونهم يريدونها؟ أجزم بأنَّ من شرب من أنهار
العسل لسنين وسنين لن يتركها اليوم ويقدم أوراق إعتماده للشعب اليتيم؟ فاللامركزية
هي خيار حكم الشعب لنفسه فماذا يفعلون بعبوديتهم لكم؟ كلا لا أظنهم قد يفعلون ذلك لأنهم
مستفيدين بشكل أو بآخر هم ومن يحيطهم في السياسة
والأعمال الحرة.
هذه هي النقاط التي من المتوقع أن يتحاور
عليها الأفرقاء الغير شرعيين، فإذا إتفقوا فعلى مصلحتهم وإذا إختلفوا أيضًا لمصلحتهم،
وقد أثبتت جميع طروحاتهم وأقاويلهم وتوزيراتهم وتلزيماتهم بأنهم لا ولن ولم يفعلوا
يومًا أي شيء لمصلحتكم، بل دائمًا لمصلحتهم، فهم يتحاورون لتكريس مصالحهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق