خاص الرومي

إنها الطبقة السياسية، وصمة عار لن تتكرر في تاريخ لبنان، ولكنها مرحلة إنتقالية نحو تكوين السُلطة الجديدة ووضع أسسها الفعلية لتتماشى والواقع الحالي فنصبح أمة عصرية مثل باقي الأمم، فجميع عوامل بناء الدولة العصرية موجودة ويمكن البناء معها والإعتماد عليها لبناء وطن لا مزرعة.
يسألني صديقي عن مدى إمكانية نجاح الحراك الشعبي الحالي، فأجيبه بكل محبة بأنَّ القضية هي معركة صراع مع الباطل بذهنيته الأكثر وضوحًا على الإطلاق، معركة فرض الوجود وتثبيت البقاء في الساحة، معركة كيان خُلق ليبقى ويتطور، معركة رسالة آنَ لها بأن تثبت وجودها وتصبح واقع حقيقي بين الدوَل المتقدمة. لم نعد يا صديقي تحت ركام ظُلمهم فلا تخف بعد اليوم، فأنت تتحدث عن مدى إعجابك بهذا الحراك وكلنا سنبقى نتابع حراكنا الذي بدأ منذ زمن، ستستمر معركة المطالبة بتطبيق اللامركزية التي هي الطريق إلى الإنماء والإستقرار، ستبقى معركة السيادة هي تحقيق الشراكة والعمل على الإنماء، سيبقى القلم يكتب والعقول تبحث عن واقع بناء لبنان الدولة العصرية، ستَهدم طروحاتنا توريثهم السياسي، ستكسر اللامركزية وما تنتجه من إنماء وفرص عمل جميع مظاهر الفقر الذي أُريد له بأن يكون، ستكون اللامركزية هي السلاح الشرعي للمواطن في جميع المناطق اللبنانية وفي الساحات والشوارع وداخل المخيمات وخارجها، ستكسر اللامركزية حاجز المربعات العنصرية والأمنية، ستعلو الشراكة وتسقط جميع الهرتقات التي تضرب بناء الدولة اللامركزية الواحدة الموحدة.
* كاتب سياسي