جان دبغي... الفساد يضبط العلاقات الاجتماعية والسياسية

alrumi.com
By -
0

خاص الرومي
غرافيتي اشكمان
عندنا عادة شخصنة الظواهر الاجتماعية، مثل الحديث عن الفاسد فلان او عن فساد السياسيين. بالطبع هذه طريق سهلة اما لابداء النزاهة او لتحريك المشاعر او تحليل الظواهر او لتحويل الانظار عن الواقع الاجتماعي او السياسي، وتفسير المشاكل بتحويلها الى مصدر واحد . المنسى هو ان الفساد ، مثلا، هو سلوك وفي الوقت ذاته شكل العلاقات الاجتماعية في غالبية بلدان المشرق. الفساد والمحسوبية والزبائنية هي العلاقات السائدة اجتماعيا وسياسيا، لا يوجد غيرها، انها الشكل المهيمن على معظم العلاقات العامودية والافقية، بقبول عام ورضا شامل. هي ثقافة اجتماعية وسياسية . الفساد هو المنظم للعديد من العلاقات، الوسيلة الانجح لاستمرار هذه العلاقات. انها العلاقات المنتقلة من اجيال، جزء من العلاقة الابوية القبلية ولكن في ظرف مؤسسات الحداثة آي هي فعلا شكل تأقلمنا مع الحداثة . هو الموروث بمعنى تأقلم العلاقات الاجتماعية والسياسية القديمة مع اشكال التنظيم الحديث للمجتمع .

 يكاد يكون الفساد والمحسوبية والزبائنية ادوات شرعنة للسلطة السياسية. بالطبع الى جانب الامن والعنف. اصلا ان قبول المجتمع لمبدأ من يملك القوة والجاه يملك السلطة، والعكس صحيح ايضا، يصب مباشرة بقبول المحسوبية والزبائنية والفساد بالتالي كشكل مهيمن للعلاقة مع السلطة ، بين القوى المشاركة بالسلطة ، وبين الناس عموما . المؤسسة الامنية في انظمة الشرق الاوسط ، تؤمن استمرارية اللعبة، لعبة الفساد والمحسوبية والزبائنية. من يخرج عن اللعبة يتحمل تبعاتها امنيا .

الفساد بمعنى آخر مقبول كسلوك وقاعدة اجتماعية . بل مشرعن تحت اوصاف عديدة على اساس ان الفاسد تارة يسمى "ملعون " او  "حربوق". ويقال ايضا " صحتين على قلبه ".  وينظر الى الفاسد من قبل النخب الاجتماعية والسياسية على انه يملك شبكة علاقات. ويوصف من قبل المستفيدين على انه رجل يوثق به لانه لا ينسى اصحابه وبيئتة، اي ادوات نفوذه الاجتماعي والسياسي .

*/باحث في الشؤون الاستراتجية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)