فايسبوك نور الشريف شريفان غابا هذه الأيام، عمر الشريف ونور الشريف. ولايخفى على أحد ما للإسمين من وقع وتشابه وجناس ، كمثل الاقتراب ...

فايسبوك
نور الشريف
شريفان غابا هذه الأيام، عمر الشريف ونور الشريف. ولايخفى على أحد ما للإسمين من وقع وتشابه وجناس ، كمثل الاقتراب من الدفء أو من وجبة الفن الدسمة أو هيبة ما هي في مهب الانتظار. الشريفان إسمان فنيان أيضا وليسا اسمين حقيقيين . كأنما يرحل زمن بكامله بجماله ورموزه وأقنعته وموروثه .
رحل أخي وصديقي وحبيبي نور الشريف. نور الذي عاصرته نصف قرن ويزيد فنيا ، وربع قرن بالتمام والكمال على الصعيد الشخصي. كان اللقاء الأول أثناء تمثيل فيلم ناجي العلي في لبنان وكنت أنا الصحافي المكلف من قبل صاحب مجلة "فن" الأستاذ وليد الحسيني ومنتج الفيلم بالشراكة مع نور الشريف وبوسي، بمتابعة الفيلم ميدانيا وصحافيا بتحقيقات ومقابلات نشرت جميعا في المجلة في ذلك الحين.
الكثير من اللبنانيين والبيروتيين تابعوا تصوير الفيلم. منهم من تعب وهو يتابع تصوير اللقطات فمضى ومنهم من أصر يدفعه الفضول.
ولا بد هنا من ذكر الدينامو الممثل الصديق نعمة بدوي الذي بذل جهدا جبارا واستثنائيا لإنجاز الفيلم بحيويته وانفتاحه وقدرته كمدير للإنتاج .
بعد التصوير كنا نجتمع في غرفة نور انا ونور والمخرج الراحل عاطف الطيب ومدير التصوير محسن أحمد ومن يصادف حضوره أيضا . بعد رؤية لقطات اليوم يأتي العشاء وبعده يجيء وقت فيديو خطابات جمال عبد الناصر فتبدأ نوبة الحنين بالتهليل ومن ثم البكاء والترحم ( آه يا ريس.. فينك يا ريس.. الخ.) .
كانت تلك فرصة كي ارى فيها عملاقا كنور الشريف يوجه الممثلين ويتكلم في السياسة ويتحدث الى الصحافة ويؤانس المعجبين والمعجبات. طاقة هائلة على الحياة والحب والشغف الكبير بالتمثيل.
كان يسمي ابنتي الصغيرة سارة في ذلك الحين وكان لها من العمر ثماني سنوات، الأميرة سارة . وأنا الباشا وهكذا.
فيما بعد في القاهرة كانت لنا سهرات تنتهي أغلبها في سيدي الحسين ومطاعمه الشهيرة .
وفي قطر في الدوحة كنت أظل أرافقه حينما كانت الدولة القطرية تكرمه في المهرجانات والفعاليات الثقافية والسينمائية . كنت أحبه وأحب فيه ابتسامة ابن البلد وكذلك شدة قربه وذكائه.
لكنني لابد أن أقول أن علاقتي الفنية به كانت أقوى . من فيلم "قصر الشوق" الى "سواق الاوتوبيس" الى "كتائب الإعدام" الى "بيت القاضي" الى مسلسل "الحاج متولي" الى مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" الذي باستطاعتي أن أحضر القسم الأول منه آلاف المرات، طبعا مع نعمة النسيان، الى مسلسل "الحرافيش" الى عدد كبير من الأفلام والمسلسلات الأخرى.
.
كان ممثلا شغوفا يلتهم دوره بشهية غير مسبوقة، يدرس أعماق الشخصية ويذوب فيها .ولا مرة أحسست ان نور الشريف معجب بالنجم الذي فيه، وهذه بحد ذاتها معجزة .
لك أن ترحل باكرا، ولنا أن نبكيك ونرثيك، ولكن من المحزن جدا أن لا تكون كعادتك تقود الفن المصري الى أبهى لحظاته وطموحك الفريد .
(*) كاتب وقاص لبناني مقيم في قطر، والرومي تنشر الفايسبوكية عن طريق القرصنة
ليست هناك تعليقات