بلال لبان... عن نور الشريف - الرومي

Breaking

Home Top Ad

Responsive Ads Here

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

بلال لبان... عن نور الشريف

ايلول/سبتمبر 1997، نور الشريف متواجداً في لبنان لتصوير فيلم "المصير" مع المخرج يوسف شاهين، مجسداً دور الفيلسوف العربي إبن رشد، ترافقه مجموعة من أشهر نجوم السينما المصرية: ليلى علوي، صفية العمري، محمد منير، خالد النبوي ومحمود حميدة. 
كان تلفزيون المستقبل يعرض برنامجاً فنياً بعنوان "وبعد سهار"، يتولى تقديمه مجموعة من نجوم شاشته الزرقاء، فيعطي نور الشريف موافقته ليكون ضيفاً في واحدة من الحلقات.
بالصدفة ألتقي بصديقي وجار الطفولة فادي أبو عكر الذي يعمل مصوراً تلفزيونياً في المحطة، وكان فادي يدرك جيداً مدى شغفي بعالم الصحافة والإذاعة والتلفزيون. فيطلب مني المشاركة بواحدة من فقرات البرنامج.
كان "بعد سهار" مسجلاً وليس على الهواء مباشرة، وضمن مجريات الحلقة تخرج الكاميرا من الأستديو إلى الشارع لتوقف إحدى السيارات العابرة، ويطرح من بداخلها أسئلة على الضيف الذي يختار واحداً منهم يدخل الأستديو ويلتقي به ويفوز أيضاً بإحدى الجوائز. يومها علمت واحدة من "خدع التلفزيون" أن الفقرة تجهز مسبقاً في كل حلقة، شرط أن تحمل صفة العفوية، بشكل يظهر على الشاشة وكأن السيارة مرّت بالصدفة من أمام المبنى.
توجهت نحو القصر الرئاسي التراثي القديم في القنطاري الذي استخدم في سنوات الرئيس الراحل رفيق الحريري إلى استديو لعدد من برامج المحطة كان أشهرها "خليك بالبيت". فادي ينتظرني ويخبرني أنني سأجلس في سيارة مع شابين لا أعرفهما من قبل، لنظهر على الشاشة وكأننا أصدقاء نتجول في شوارع العاصمة.
بدأ التصوير، جلست أتابع مجريات الحوار. بدأت أفكر بيني وبين نفسي بالسؤال الذي سأطرحه عليه. وعندما حان وقت الفقرة قام الشابان بطرح سؤالين من أسخف الأسئلة، فيما حمل سؤالي العمق والتحليل الفني، الأمر الذي أثار إعجاب نور الشريف فيختارني لدخول الاستديو والمشاركة في حزء صغير من الحلقة. 
سُمح لي يومها بطرح سؤال واحد. ضربت بعرض الحائط بالتعليمات التي تلقيتها مسبقاً طارحاً عوضاً عنه ثلاثة أسئلة. وللجائزة التي سأفوز بها، اختار نور الشريف واحداً من المغلفات المقفلة، تضمن بطاقتي سفر وإقامة في فندق خمس نجوم في مدينة أسطنبول التركية التي زرتها للمرة الأولى، كما قدم لي رسام الكاريكاتور حسن إدلبي لوحة بورتريه رسمها لي في الحلقة ما زلت محتفظاً بها. يوم تسلم الجائزة قامت إدارة المستقبل بعملية نصب، فأعطتني تذكرة سفر واحدة، وتمت "السلبطة" على التذكرة الثانية. 
أسرد هذه الحادثة اليوم لأقول إن نور الشريف لم يكن فناناً قديراً فقط.. كان قامة عملاقة دفعت بشاب مراهق لتحقيق حلمه أكثر، وواحداً من أبرز الأسباب التي حفزتني على خوض عالم التلفزيون بدءاً من العام 2000 حتى اليوم. بعد الإنتهاء من تصوير الفقرة التقاني جانباً، مادحاً أسلوبي في طرح الأسئلة ومثنياً على عمري الصغير ومعرفتي الكبيرة بتفاصيل مسيرته المهنية والفنية. ليوافق أيضاً على منحي حواراً صحافياً لإحدى المجلات التي كنت أعمل بها.
نور الشريف.. وداعاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات