شاهدت بالأمس حلقة من برنامج " بيت
القصيد " التي استضاف فيها الإعلامي زاهي وهبي الروائية لينا هويان الحسن. الحوار
كان موفقا بالمعايير المهنية ومتخففا ويمتلك حيوية واضحة تألق فيها المقدم رغم حرارة
الصيف في آب اللهاب.
كما كانت الروائية جاهزة ومتمكنة وتمتعت
بحضور جميل ومحبب. لكن الطامة الكبرى التي كادت تفقدني صوابي ، هي الهجمة على الكاتبة
بالنصائح وماذا عليها أن تفعل وماهي المواضيع التي ينبغي أن تتصدى لها كروائية وصاحبة
لغة وخيال الخ.
ومثل تلك الهجمات لطالما تعرض لها الشعراء
والأدباء والروائيون والمسرحيون . فمثلا يطلب أحد الأحزاب من ممثل مسرحي أن يكتب له
مسرحية عن غلاء المعيشة أو نقصان قوارير الغاز من السوق! أو كما كان يطلب من أهم وأكبر
روائي عربي هو نجيب محفوظ أن يكتب رواية عن مشاكل مصر الاقتصادية أو رواية عن إنجاز
السد العالي. أو تركض نحوه الصحافة العربية والمصرية كي يعطي رأيه بمعاهدة كامب ديفيد، على أساس أنه، أي محفوظ، هو مشتغل بالسياسة ورئيس لحزب من الأحزاب أو خبير بالاتفاقيات
الدولية، ولم يسأله احد على حد علمي عن أعماله بشكل نقدي ومعمق سوى قلة قليلة لا تتجاوز
أصابع اليد .
ايضا الشاعر محمود درويش تعرض لضغوطات كبيرة
سواء من قبل قرائه او من الصحافة لكي يبقى في شعره مقتصرا على قضية فلسطين وأن لا يخرج
عن الزيح قيد أنملة .
في البرنامج المذكور تتالت الأسئلة على
لينا
والأدهى من ذلك أن يأتي الطلب من الأديب
المصري صلاح فضل الذي يلقب نفسه أو يلقبونه ويصفونه ظلما وعدوانا بصفة ناقد. لاشك
أن الرجل صحافي وأديب ولكن صفة الناقد تبقى بعيدة عنه كل البعد .
![]() |
لينا |
لنعد الى رواية الروايات العالمية والعربية، الى ألف ليلة وليلة ، الى تقنيتها وروحها وسرها (كان يا ما كان في قديم الزمان) .
رحم الله طه حسين الذي بشرنا بنجيب محفوظ
. ورجاء النقاش الذي بشرنا بمحمود درويش . والناقد الكبير غالي شكري الذي عرف النقد
على يديه فتوحاته الكبيرة .
(*)قاص وكاتب لبناني مقيم في قطر والنص عن الفايسبوك