حذاء فان غوخ تذكر دائما أنك كنت طفلا في يوم من الأيام ترى وتسمع ما يخفيه عنك الكبار وتفهم وتعرف أنك تعرف أنهم لا يعرفون أنك تعرف م...
![]() |
حذاء فان غوخ |
ترى وتسمع ما يخفيه عنك الكبار
وتفهم
وتعرف أنك تعرف أنهم لا يعرفون أنك تعرف
ما يربطني بالأطفال ليس غريزة الأمومة فحسب،
أحب فيهم أنهم بلا عقد نفسية ومتحررون إجتماعيا
وهم أصدق في ذلك من أصحاب النظريات الكبيرة.
أصحاب النظريات الكبيرة هم أنفسهم ناقدوها في السلوك.
أنا كمواطنة لبنانية أشعر دائما بالخوف
أخاف عندما أشاهد مواطن يقتل مواطن آخر بالضرب المبرح في الشارع لأنه فقد أعصابه لسبب تافه
أخاف عندما أقرأ خبر عن مواطنة تدهس مواطنة أخرى بالسيارة عدة مرات أمام عيني ولدها وتقتلها
أخاف عندما يطلق الرصاص ابتهاجا، ويودي هذا الإبتهاج بقتلى وجرحى
وأخاف من أصوات المفرقعات عندما يحتفل الناجحون بعنف لنيلهم شهدات تعيد إنتاج هذا المواطن العنيف والمعنف نفسه
وأخاف عندما يسخرون من إعاقة مي شدياق لأنها طائفية
وأخاف عندما يهدد مواطن بالإنتحار من على جسر لضيق الأحوال
وأكثر ما يخيفني بالفعل، هو خوفي على نفسي، لأني جزء من هذا السيستيم المتوحش
فأشعر أني مهددة على نحوين متناقضين
قد أتوحش أنا أيضا، عن دون قصد، لأني أتلقى كل هذا التوحش، في محاولة للعيش بين الوحوش
خفت ذلك اليوم كثيرا، عندما لكمني مواطن بكوعه أمام صندوق السوبر ماركت، ليمر قبلي ويحاسب. كان مستعجل، وضاقه خلقه لأني أحاول بصعوبة سحب النقود من جزداني بيد وبيد أخرى أمسك يد طفل مفرط الحركة.
(*) كاتبة
ليست هناك تعليقات