باريس - وليد عمار(خاص الرومي)

حتى بعض الشخصيات الغربية التي كانت تعول على الأسد(العلماني) لم تعد متحمسة، ولم تعد تجد جدوى من مغامرة التواصل معه، وفي هذا السياق فشل اللوبي الموالي للأسد في فرنسا في تشكيل وفد نيابي عالي المستوى لزيارة سوريا وإحداث خرق سياسي للتوجه العام للسياسة الخارجية الفرنسية الداعمة لقضية الشعب السوري، والداعية لإسقاط الأسد، وذلك بعد استمرار الإصرار من قبل النظام السوري على لقاء علني مع الأسد لأي وفد يتوجه إلى سوريا، يريد النظام العلانية للإيحاء انه بخير ويستضيف شخصيات غربية، ولكن في الواقع تبدو زيارة بشار أشبه بالمغامرة القاتلة، فمن بين الطامحين الى زيارته هنا قلة قليلة جداً تتجرأ على اكمال طريقها الى قصر المهاجرين، كل طامح يفكر بخط الرجعة ويحسب حساب ما ستقوله وسائل الاعلام، الوفد الفرنسي الذي كان ينوي زيارة بشار كان مقرراً أن يكون في عداده خمسة نواب من اليمين الفرنسي، على نائب واحد هو رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي وهو من مكونات حزب الجمهوريين جان فريدريك بواسون، بعد رفض الوزيرة والنائبة السابقة كريستين بوتان، وهي أيضا من الحزب الديمقراطي المسيحي ورئيسة سابقة له، وكذلك رفضت النائبة فاليري بواياه، من تيار اليمين الشعبي من حزب الجمهوريين، وأيضاً امتنع نائبان من اتحاد الديمقراطيين المستقلين التوجه إلى سوريا ومصافحة الأسد، رغم أن هذا الوفد كان قد تم التحضير له منذ أكثر من شهرين! بدا الاسد في استقباله النائب الفرنسي كأنه سلطة تعيش جوعا لمن يكلمها أو يراسلها، سلطة خارج العالم وتستغيث لوجود نافذة او كوة صغيرة تتحدث من خلالها، استقبل الاسد نائب فرنسيا كان الأيام العادية يمكن ان يكون مجرد ضيف على مسؤولين سوريين من الدرجة الثالثة.
زيارة النائب الفرنسي الباهتة، تأتي بعد إجهاض زيارة سياسية، وبوجوه نيابية فرنسية مهمة، كان سيقوم بها وفد نيابي فرنسي وبدون علم الخارجية لبشار الأسد في صيف 2014، وقيل يومها أن من ضمنهم النائب عن الفرنسيين في الشرق الأوسط آلان مارسو المعروف بدعمه لبشار الأسد وكذلك عضو مجلس الشيوخ مارياني وغيرهما، وأدت إلى حملة إعلامية كبيرة ومظاهرات ولقاءات تندد بهذه المبادرة، أتت الزيارة لأربعة نواب فرنسيبن من اليمين واليسار لدمشق في شباط من هذه السنة، برئاسة رئيس لجنة الصداقة الفرنسية-السورية النائب الإشتراكي جيرار بابت والضجة التي أثيرت حولها ومقابلتهم بشار الأسد من دون النائب بابت نفسه! ومع رجال أعمال وصفقات فرنسيين، بدأ الحديث عن متابعة الزيارات لوفود أخرى تحت عناوين مختلفة وخصوصاً موضوع مسيحيي الشرق وحمايتهم والبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، بفتح باب حوار مع النظام رغم أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين فرنسا وسوريا منذ أيار 2012.
وتم العمل على تشكيل وفدين نيابيين، الأول من اليمين الفرنسي لدمشق، والثاني مختلط من اليمين واليسار إلى مدينة حلب تم الحديث عنه بعد زيارة عضو مجلس الشعب السوري بطرس مرجانة إلى فرنسا، واستمرت المفاوضات على الترتيبات مع الإصرار الدائم للخارجية السورية على ضرورة أن يكون لقاء بشار الأسد هو أولى المحطات لأي زيارة فرنسية أو أوروبية لحاجته إلى ظهور إعلامي مع سياسيين أوروبيين وخصوصاً فرنسيين، في حين كان يفضل بعض النواب الفرنسيين الإكتفاء بلقاء وليد المعلم.
وما زال الوفد الثاني يرفض لقاء ومصافحة بشار الأسد خلال زيارته المرتقبة إلى حلب، ويجري الحديث عن محاولة تخطي المرور بقصر المهاجرين وبطلب من رجال دين مسيحيين حلبيين وذلك لإنجاح الزيارة التي ستأتي قبل عقد مؤتمر عن حلب في البرلمان الفرنسي بعد العطلة الصيفية.
هذا لا ينفصل عن الحديث عن محاولة ابتعاد البطاركة السوريين عن بشار الأسد ونظامه، بعد نصائح وصلتهم من دول خارجية بأن نهاية بشار قد اقتربت، ولن يكون في أي حل مقبل للأزمة السورية، وبحسب المصادر فإن البطريرك اللحام، قد رفض طلب الأسد بمرافقة مفتي النظام بدر حسون إلى فرنسا وأوروبا، معتبراً أن حسون هو مجرد موظف عند بشار، ووجوده معه سيعتبر من ضمن حملة بروباغندا لأعمال وسياسة النظام، ويسيء لقضية المسيحيين الذي حاول النظام استغلالهم حتى الرمق الأخير، ان من خلال القول أن داعش تفتك بالأقليات أو من ادعاء بشار أنه نظام العلماني يريد حماية الوجود المسيحي...
هناك لوبي يشتغل بقوة على القضية المسيحية يريد استغلالها من اجل وجود بشار الأسد، وبعض الشخصيات اللبنانية تتماهى مع التحركات التي تزعم ان بشار ينقذ المسيحيين ويشكل جدارا في وجه داعش.
حتى الشخصيات اللبنانية "الممانعة" لم نعد نسمع عن زيارتها الى قصر المهاجرين، كأن العزلة والعزل باتا على عنق النظام...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق