عرسال – الرومي
مع بداية فصل الربيع، حاول المزارعون في بلدة عرسال الصعود الى جرودهم لحراثة بساتين الكرز والمشمش، لكن الجيش اللبناني منعهم بحجة ان الجرود منطقة أمنية، وسرعان ما سمحت لهم قيادة الجيش عبر طريق عقبة الجرد بعد اعتصامات ومناشدات، لكن قلّة من المزارعين غامروا وتوجهوا الى حقولهم، فالجيش اللبناني نبههم أن الأمر خطير واي مزارع سيعصد الى الجرد سينسق مع مواقع العسكرية حتى لا يكون عرضة للاستهداف الوقوع في الخطأ...
ولم يطل "الأمل" في موسم زراعي، ولم يطل الوقت، حتى أعلنت ميليشيا "حزب الله" معركتها في الجرود ضد "جبهة النصرة" وجيش الفتح واختلطت الأوراق وفُقد اي أمل في أي موسم. لم يعد مجديا التفكير في الذهاب الى الجرود، اذ بات المزارع العرسالي أمام خطر اكثر من جهة تستهدفه، بدءا من جبهة النصرة وحزب الله ومدافع الجيش اللبناني وصواريخه وطيران النظام السوري وعصابات الخطف، وكانت النتيجة بقاء معظم المزراعين في بلدة عرسال التي تشبه ثكنة عسكرية، وبعضهم اشتهى طعم الكرز رغم امتلاكه البساتين الواسعة...
وقف المزارعون في حيرة وحسرة وحزن، يفكرون بتعب عمرهم المهدور في عاصفة الحروب المستعرة، من تسلل الى حقله عرض نفسه للموت، اذ أصيب ثلاثة شبان وهم يقطفون بساتينهم في منطقة وادي الخيل، وعدا عن الجحيم الأمني كانت لعنة الطرق المقفلة في سوريا والتي تجعل الثمار بلا أسواق خارجية...
بقي الكرز العرسالي تحت الحصار إلى أن بدأت الأنباء تتحدث عن نهبه من المسلحين سواء جبهة النصرة أو حزب الله، وتحولت المنطقة الزراعية الى منطقة عسكرية وميدان حربي، واليوم نسمع اتهامات متبادلة عبر وسائل الاعلام بين المتصارعين في الجرود عن سرقة الكرز. الصحافية سعدى علو، التي تعمل في اعلام تابع لـ"حزب الله" تقول إن داعش والنصرة يسرقون الكرز ويبعنونه للعرسالي بـ 3500 ل ل، والصحافي فداء عيتاني، المعارض لحزب الله والمؤيد للثورة السورية يقول إن عناصر حزب الله ينهبون الكرز العرسالي والنتيجة واحدة، أطراف متخاصمة مسلحة إرهابية تسيطر على الجرود، تنهب الكرز والمشمش والضحية المواطن العرسالي الذي يعيش ويلات الحصار والاختناق اقتصادياً واجتماعياً وحتى سياسياً واعلاميا...
النتيجة المؤكدة من حرب القلمون هي قتل الحياة في عرسال وبعلبك وحتى لبنان..
التصنيÙ:
سياسة