خاص الرومي
منذ ايام قليلة انهى
ما تبقى من الحزب الشيوعي اللبناني مهرجانات
ذكرى الشهيد الشيوعي والذكرى العاشرة لاغتيال المناضل جورج حاوي، وقد اريقت انهر من دموع التماسيح وألقيت
العديد من الكلمات والخطابات المسجوعة من افواه مفجوعة وتوجت المهرجانات بندبية جنائزية
في محافظة البقاع حضرها قائد الحشد الاحمر خالد حدادة، وقد القى كلمة من وحي المناسبة
مؤثرة جدا ادمت القلوب، وكان لافتا تذكرهم اسر الشهداء بعد طول نسيان وهجران باعطائهم
كلمة لفوزي ساطي شقيق الشهيد جمال ساطي، وذلك بعد حالة التململ والغضب عند العديد من
اسر الشهداء نتيجة خروج الحزب عن خطه والتحاقه بالصراع الطائفي في سوريا وموقفه المخزي
من الثورة السورية بشكل عام واتهموا "قيادة الحزب" بخيانة المبادئ التي استشهد
في سبيلها شبابهم.
ولكن ما يدهش أن
هؤلاء المتباكين على جورج حاوي وزارفي دموع التماسيح كانوا قادوا حملة عشوائية هستيريا
على المناضل جورج حاوي قبل استشهاده بأشهر، عندما قرر زيارة البقاع وعرسال تحديدا تلبية
لدعوة، ونعتوه بشتى انواع النعوت ووصل ببعضهم الامر لمرحلة تهديده بالقتل اذا وطأت
قدماه البقاع ووصل الى عرسال، لأن منظمة الحزب في البقاع فيها وكالة حصرية "للشرعية
الحزبية " وحرصا على دماء الشهداء من "دعوستهم" باقدامه، حتى ذهب الامين
العام السابق للحزب فاروق دحروج الى منزل حاوي وتمنى عليه برجاء ان لا يذهب الى عرسال
خوفاً من تفاقم الامور بسبب غضب الشيوعيين الثائرين في البقاع، وزار وفد من قيادة الحزب
منزل الشيوعي الذي وجه الدعوة الى الرفيق جورج حاوي واوصلوا رسالة مقررة ومنقحة جيدا
وتتضمن: الاعتذار والنقد الذاتي امام الرفاق، والتعهد بعدم تكرار هذا العمل الشنيع
او الفصل من الحزب نهائيا.
فيا احباب الموتى،
عودوا كما كنتم فقراء كما انتم نبض شارعكم
بصيص امل لشعبكم.
(*) ناشط ثقافي