
يحظى الأرشمندريت خريستو سالفاروس، المسؤول عن دير حجلة الذي يبعد نحو 3 كلم عن نهر الأردن، بشهرة نسبية، بعد تمكنه من تحويل الدير من مكان مهجور إلى واحة في غور الأردن.
خريستو، الذي يظهر متواضعا في سلوكه ولبسه، يبدو مفعما بالروح القومية اليونانية، ويظهر ذلك من انجازه لوحة فسيفسائية ضخمة، تزين واجهة مسرح الاسكندر المقدوني، الذي يشيده بجانب الدير في أخفض منطقة في العالم.
قبل سنوات تحدثت مع خريستو، خلال تجهيز اللوحة الفسيفسائية الضخمة، عن استفادته من خارطة مادبا الفسيفسائية التي تظهر مواقع في فلسطين والدول المجاورة خلال الحقبة البيزنطية، ولكن خارطة خريستو الفسيفسائية المعلقة، تبدو مختلفة كثيرا عن خارطة مادبا التي اكتشفت في نهاية القرن التاسع عشر، وعُدت كنزا ثمينا.
وفي حين تظهر على خارطة خريستو، بعض المواقع كما جاءت في خارطة مادبا، إلا ان مواقع أخرى لا تظهر مثل مدينة القدس، التي تعتبر مركز خارطة مادبا، وتمثل القدس في القرن السادس الميلادي، وتمكن الباحثون من تحديد مواقع عديدة في المدينة المقدسة استنادا إلى الخارطة.
الأب خريستو، بدا مشغولا، خلال زيارتي الأخيرة للدير يوم 26-4-2015، وفضل القيلولة على الحديث، ومن الواضح ان خارطة خريستو مزيج من عدة خرائط، تمثل تأثر فلسطين بالثقافة اليونانية. يسعى للدخول بها إلى سجل غينتس للأرقام القياسية، باعتبارها أكبر لوحة فسيفسائية معلقة، ووفقا لبعض التقديرات فان مساحتها تصل إلى 90 متر مربع.
في خريستو ملامح قليلة فقط من زوربا اليوناني!
(*) كاتب فلسطيني والنص عن الفايسبوك