ما ادهشني في المشهد السياسي اللبناني، الذي اعتلى خشبته، منذ اسبوع، الجنرال عون، في دور لا يمكن ان يلعبه غيره، هو السكوت الملتزم به السياس...
ما ادهشني في المشهد السياسي اللبناني، الذي اعتلى خشبته، منذ اسبوع، الجنرال عون، في دور لا يمكن ان يلعبه غيره، هو السكوت الملتزم به السياسي سمير جعجع، و "الروحي " بطريرك الموارنة، بشارة الراعي. الاول التزم الصمت مقيدا، برغبة خاصة به، بورقة النوايا، التي تركت من دون ادنى شك هامشا كبيرا لخصمه للتحرك وكسر كل القواعد السياسية التي يجب ان يكون الالتزام بها جزء لا يتجزء من اتفاق بين القوات والوطني الحر. اي الالتزام بالسلم الاهلي عبر المحافظة على تراتبية السلطات ورفض المواجهة في الشارع. التزام رئيس القوات الصمت يدل على تقوقع سياسي والتزام فقط بسلم اهلي بين المسيحيين، في حين ان المطلوب الخروج من "الضيعة " الى المدينة، حيث امكانيات بناء مؤسسات الدولة.

ما حدث البارحة من مظاهرات للتيار العوني، مع قلة اهميته السياسية المباشرة بسبب ضآلة المشاركين، له رمزية كبيرة، لانه دل على ان المسيحيين اللبنانيين فقدوا الاهتمام بالمصلحة العامة، بل لا يروا بهذه المصلحة الا الجانب الفوري المصلحي. لم يعد للمسيحيين اي طموح سياسي. هذا ما عبر عنه السكوت .
(*) باحث في الشؤون الاستراتجية
ليست هناك تعليقات