
قصة
هو نازح مثله مثل مليون ونصف سوري هربوا من امام اجرام وغطرسة الة الموت الاسدية، وصل الى لبنان مع اهله واستاجروا منزل في البقاع، وبعد جهد وتعب حصل على فرصة عمل في احدى المؤسسات وخلال عمله تعرف الى زميلته اللبنانية وتحول هذا التعارف الى تفاهم وحب توج بزواج بمباركة من اهل الطرفين، وصودف ان العروس ابنة رفيق عتيق بالحزب الشيوعي اللبناني وما زال ملتزما بالموقف السياسي والتنظيمي لقيادة الحزب الممانعة والمقاومة والتي ما زال رهانها على طاغية دمشق بقيادة سوريا في مرحلة ما بعد تدميرها بالبراميل المتفجرة...
وبدأت الزيارات العائلية بين الاسرتين وفي احدى هذه الزيارات وبعد تناول طعام العشاء تحول الحضور الى تجاذب اطراف الحديث ومن الطبيعي ان تكون مادة السياسة وتطور الاحداث في المنطقة هي الحاضر الأكبر في الجلسة فتكلم الرفيق واستفاض بالشرح وحلل الاوضاع السياسية والخطر على سوريا بدون اسدها والمؤامرة الصهيونية والكونية للتخلص من القائد الممانع والمقاوم، ولا حل في سوريا الا في بقاء النظام لمواجهة التكفيريين اكيد مع بعض الاصلاحات...
تنهد النازح والد العريس وشكر الرفيق العتيق على نصائحه ومدح ثقافته ووعيه وسعة اطلاعه... وقال له: "ساروي لك حكاية... كان ابن اخي يعمل معاون سائق بوسطة في الشام، وفي احد الايام واثناء جمع الاجرة من الركاب صادف رجلا لم يدفع، فاصر على قبض الاجرة، وارتفعت الاصوات فانتبه السائق للاصوات وشاهد ما يحصل على المرات، فطلب من الاثنين الاقتراب منه وعندما وصلوا سأل: شو القصة فرد ابن اخي بعصبية: الحاج الاستاذ لا يريد ان يدفع الاجرة...
ابتسم السائق وسأل ابن اخي هل تعرف من يكون هذا الرجل؟ فأجابه: لا.. فقال السائق: انه والدك!! نعم والده الذي اختفى يوم كان هذا الشاب طفلا ولم يتسن له معرفته!! هذه قصة اخي وقصتنا مع النظام الذي اخفى اخي عشرين سنة ويتم اطفاله دون ان نعلم عنه اي خبر لا هو ميت ولا هو حي وممنوع ان تسأل عنه وتتكلم عن المؤامرة وتطلب مني تأييد النظام في وجه الشعب والتكفيريين، انا مع الشيطان ضد الاسد وعصاباته. هذه قصتنا نحن ولكن يوجد عشرات الالاف من القصص المشابهة والأكثر قسوة! وبعدك تحكي بالاصلاحات يا رفيق؟
سكت الرفيق وهو محرج امام ديمقراطية وانسانية النظام السوري، بدون تعليق..
(*) كاتب