خاص الرومي
اخترع امين عام "حزب الله"، حسن نصرالله عدواً جديدا، إضافة الى "التكفيريين الارهابيين"، هناك "شيعة السفارة"(الاميركية) وقد ووصفهم بـ"الخونة والعملاء والأغبياء"، إلى ما هنالك من تعابير. من سمع نصرالله يتحدث عن شيعة السفارة ظن أنهم يغزون الطائفة الشيعية ويسيطرون على جنوب لبنان وفي طريقهم للسيطرة على الضاحية وبعلبك الهرمل...
وما سماهم نصرالله "شيعة السفارة"، ليسوا سوى أفراد أو مجموعة من الأشخاص والناشطين في الثقافة والصحافة والشعر والمجتمع المدني، يختلفون مع "حزب الله" في السياسة، فوضعهم على لائحة الاستهداف والتخوين والشبهة. ليست المرة الأولى التي يتعرضون لهذا الاستهداف، من قبل سميوا "شيعة فيلتمان"، وكتب ضدهم الصحافي ابراهيم الامين "تحسسوا رقابكم" بعد نشر وثائق ويكليكس. بمعنى آخر، هناك دعوة للقتل العلني من خطاب نصرالله إلى كتابات ابراهيم الأمين ولا ينتهي من خلال الكتابات الفايسبوكية الأمنية.
التهديد لمجموعة شبان لمجرد الاختلاف في السياسي، ليس إلا دليلاً على الافلاس السياسي، أو دليلا على أسلوب "حزب الله" في التعاطي السياسي - الحربي، فليس بعيدا عن هذا حزب، هذا الأسلوب في الهجوم على مجموعة أشخاص مسالمين بالكاد سلاحهم الكلمة. هناك تجارب سابقة في هذا المجال. اللافت هذه المرة أن الأمور أن التهديد لم يمنع الشبان(شيعة السفارة) من رفع سقف الرد على الفايسبوك، قالوا لـ"حزب الله" انت في احضان الاميركيين وليس نحن، خصوصا بعد المفاوضات النووية بين ايران واميركا.
كان يمكن للشبان "الشيعة" المعترضين على سياسية "حزب الله"، ان يقولوا نحن مواطنون "لا شيعة ولا سفارة"، على عكس "حزب الله" الذي تأسس في السفارة الايرانية في دمشق، تلك السفارة التي تريد من الجماعات أن تكون تابعة لها، أما أميركا فلم تكن يوما في خدمة الأحرار، هي دائما في موضع اشعال الحروب واثارة الغرائز وافتعال الإنقسامات، ولهذا يلبي "حزب الله" طموحها، بشكل مباشر أو غير مباشر، اميركا التي تنظر الى العالم بمنظار حربي واثني، تلتقي مع السيد نصرالله الذي وجد من أجل الحروب واختراع الاعداء، والمفارقة أن فيلتمان، الاسرائيلي وراعي المصالح الاسرائيلية والحرب الاسرائيلية على لبنان، والذي اتهم كثيرون(من الشيعة وغيرهم) بالتواصل معه، بعد الانتهاء من مهامه الدبلوماسية في لبنان ذهب في زيارة اممية الى ايران وقابل الولي الفقيه.
تهديد شيعة السفارة، ليس مجرد كلام تلفزيوني، خصوصا أنه يأتي في خضم مرحلة التوتير المذهبي ورفع شعار جديد من حزب يتمثل في "جيش وشعب ومقاومة وحشد شعبي"، اي اضافوا مشكلة جديدة الى ثلاثة جيش وشعب ومقاومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق