الحملة الإعلامية التي رافقت التحضير لما سمي بمعركة القلمون، وطبيعة الحشود البشرية من المناصرين وصغار السن والطلاب التي استدعاها حزب الله، ه...
الحملة الإعلامية التي رافقت التحضير لما سمي بمعركة القلمون، وطبيعة الحشود البشرية من المناصرين وصغار السن والطلاب التي استدعاها حزب الله، هي أقرب إلى تظاهرة ولاء واستجابة لتعليمات الحرس الثوري والولي الفقيه وجاءت تلبية لرغبة إيرانية ورسالة سياسية لتطمين ودعم بشار الأسد الذي أرسل وزير دفاعة إلى طهران لطلب المساعدة بعد توالي الهزائم العسكرية.
كان يمكن للمستشارين العسكريين الإيرانيين أو قيادات حزب الله المتواجدين في سوريا الذين يقودون ويشرفون على المعارك في الجبهات تحديد احتياجات النظام من الأسلحة والذخائر ورفع تقرير إلى قيادتهم، كما كان يحصل منذ بداية الثورة، ولكن مبادرة بشار الأسد بإرسال وزير دفاعه إلى طهران في 28 نيسان، وبعد السقوط المدوي لمدينة جسر الشغور الإستراتيجية في 25 نيسان، توحي بأن الأسد كان يريد أكثر من السلاح سياسياً وعسكرياً للحفاظ على نظامه بعد أن أصبحت مدينة اللاذقية في خطر داهم، مما يهدد حتى آخر مكان يمكن أن يلجأ إليه.
موقعان اثنان في سوريا يقلقان النظام ويهددان مصيره، مدينة اللاذقية بمرفئها وأهميته الحيوية، فرغم الخطوط الحمر الأميركية والغربية بعدم الإقتراب من المنطقة العلوية تعرضت القرداحة لهجوم انتحاري في شباط الماضي وسقوط عدة قذائف عليها، وكذلك منطقة القلمون وطريق دمشق-حمص-الساحل الذي يمر فيها والذي أصبح هدفاً ملحاً لقوى الثورة لقطع التواصل مع العاصمة، والسيطرة عليه ستربك أركان النظام وحزب الله في أية عملية إجلاء مقبلة في حال وصول المعارضة إلى دمشق وهذه المنطقة أيضاً يوجد فيها أكبر مخازن للصواريخ البعيدة المدى ومنها انطلقت مئات الصواريخ نحو الشمال السوري وتلقى اهتمام اقليمي ودولي والتي تعرضت بعض قطع منصاتها لقصف إسرائيلي في 26-27 آذار الفائت .
تجاوب إيران مع مخاوف الأسد وخوفها على مصالحها يؤكد أنها على يقين بأن إنهيار النظام السوري بشكل سريع ومفاجئ ودون حل سياسي بالتوافق معها سيخرجها من سوريا ومن المنطقة بعد الصفعة التي تلقتها من عاصفة الحزم في اليمن، وإن دعوة حزب الله للتحرك نحو القلمون يأتي في سياق خطة دفاعية استباقية تحسباً للتطورات القادمة.
(*) سياس
ي لبناني
كان يمكن للمستشارين العسكريين الإيرانيين أو قيادات حزب الله المتواجدين في سوريا الذين يقودون ويشرفون على المعارك في الجبهات تحديد احتياجات النظام من الأسلحة والذخائر ورفع تقرير إلى قيادتهم، كما كان يحصل منذ بداية الثورة، ولكن مبادرة بشار الأسد بإرسال وزير دفاعه إلى طهران في 28 نيسان، وبعد السقوط المدوي لمدينة جسر الشغور الإستراتيجية في 25 نيسان، توحي بأن الأسد كان يريد أكثر من السلاح سياسياً وعسكرياً للحفاظ على نظامه بعد أن أصبحت مدينة اللاذقية في خطر داهم، مما يهدد حتى آخر مكان يمكن أن يلجأ إليه.

تجاوب إيران مع مخاوف الأسد وخوفها على مصالحها يؤكد أنها على يقين بأن إنهيار النظام السوري بشكل سريع ومفاجئ ودون حل سياسي بالتوافق معها سيخرجها من سوريا ومن المنطقة بعد الصفعة التي تلقتها من عاصفة الحزم في اليمن، وإن دعوة حزب الله للتحرك نحو القلمون يأتي في سياق خطة دفاعية استباقية تحسباً للتطورات القادمة.
(*) سياس
ي لبناني
ليست هناك تعليقات