المقاومة السلمية أو المسلحة حق مشروع وأصيل وعادل في وجه المعتدي الذي يمعن في غطرسته العنفية الفجة ولايريد الكف عن الاعتداء والظلم والاقهار والارهاب والطغيان والغلبة والهيمنة مختصراً الوطن فيه على طريقة من ليس معنا فهو مع جانب الاعداء والخونة
غير ان المقاومة الوطنية الناضجة لا يمكنها مع تداخل معالم السيطرة والاستلاب والتجريف على الصعيد الاقليمي ان ترهن ارادتها لأمزجة خارجية استغلالية او تجييرية ذات توجهات طائفية وتصورات لاوطنية تجعل المقاومة تتحول من حالة رادعة وطنياً إلى حرب بالوكالة كما تحرفها عن مسعاها الحر والديمقراطي والحضاري خصوصاً إذا اقدمت على تهشيم العلاقات الانسانية والوطنية بين ابناء الوطن الواحد إثر تطييف الصراع السياسي والحقوقي كما هو في الأساس وصولاً الى تخريب الامل في فعل المقاومة نفسه !
وبالطبع فإن المقاومة التي تلاقي التفافاً حولها –لاتشكيكاً بها-هي التي لاتمس اخلاقية الحركة الوطنية من ناحية انها ذات سياسة متسقة وواضحة وموحدة الشعار دون التباس أو مغالطة أو ارتهان من اي نوع
كذلك ليست اي مقاومة مقدسة عن الاخطاء او النقد بغية الارتقاء والتنوير مابالكم وغايتها كما يفترض تحقيق الكرامة والاحترام والندية والاعتراف والمساواة امام القانون
وبالطبع دون أخذ كل هذه الضرورات في البال لابد أن تنتكس المقاومات الفوضوية كما علمنا التاريخ
فالمقاومات التي بلا استراتيجية وطنية عليا تدمر نفسها من نفسها إذ لاتكون متماسكة

في السياق بقي أن نجدد التذكير -لمن يتناسون أو يستعبطون تحديداً –بما يمثله الفارق الجوهري بين العنف الدفاعي والعدواني من إنصاف لايقبل التشكيك والتبخيس بقيمة ماتنطوي عليه المقاومة المسلحة من عنف هو رد فعل على فعل عنيف لايكف
( هذا علمي ولا جاكم شر )
كاتب يمني
______________________
الجدارية لحنظلة اليمني للفنان الجميل الصديق مراد سبيع