خاص #الرومي عندما عدتُ، كبائعِ هزائمٍ متجوّلٍ، لمْ أجدْ نساءَ الحيّ، و لا الحيّ قالوا: إنّ المسافرَ طوى البلادَ في حقيبتِهِ، ووصل...

خاص #الرومي
عندما عدتُ،
كبائعِ هزائمٍ متجوّلٍ،
لمْ أجدْ نساءَ الحيّ، و لا الحيّ
قالوا:
إنّ المسافرَ طوى البلادَ في حقيبتِهِ،
ووصلا عندَ الفجرِ،
إلى القاعِ
وقالوا:
عاشقةٌ تساقطَ التّوتُ عنْ صدرها،
ومسكتِ البلادَ عكّازاً لجفنها
وقالوا:
شاعرٌ جفّتْ غوايةُ حبرِهِ
صنعَ منَ البلادِ امرأةً،
ودواة
شحّاذٌ جائعٌ عَبَرَ في الجوارِ،
أخذَ البلادَ رغيفَ خبزٍ يابسٍ
أمّا أنا،
ومتلَ كلِّ القتلى،
وضعتُ البلادَ إلى جانبي في القبرِ،
أقفلتُ الظّلامَ جيّداً
ورميتُ المفتاح
2
سأجلسُ فوقَ الماءِ،
أفصفصُ حبّاتِ الهواءِ وأرمي لُبّها للغارقينَ،
بعدما تاهوا عن المنفى،
ورصفوا القاعَ بالخيام
سأجلسُ تحتَ الصّليبِ،
حارساً، كي لا يفرّ مرّةً أخرى ذاكَ المسيحُ،
وإلّا،
شكوتُهُ إلى أبيه
سأثقبُ قعر الفُلكِ،
دخيلاً بينَ الأزواجِ كضيفٍ فضوليٍّ،
وأُبْقي الأرضَ وحيدةً،
مثلي
سأجمع التّمرَ الذي لم يحتملهُ النخلُ،
حتّى أعيدَ خلقَ آلهةٍ شهيّة،
تليقُ بها الرّغبةُ،
و الصّلاة
سأقف تحتَ الرّكام،
كي أحمي المدينةَ من سكّانِها،
و أقلّمُ ضلعي لأكتبَ عندَ مدخلها:
هذي البلادُ لا ترحّبُ
إلّا بالغزاة
(*) شاعر سوري مقيم في فيينا
ليست هناك تعليقات