قصيدة لشاعر بيرو العظيم ثيسار باييخو في الذكرى السابعة والسبعين لوفاته، ترجمة أحمد يماني أنا لا أعاني هذا الألم كثيسار باييخو. أنا لا ...
قصيدة لشاعر بيرو العظيم ثيسار باييخو في الذكرى السابعة والسبعين لوفاته، ترجمة أحمد يماني
أنا لا أعاني هذا الألم كثيسار باييخو. أنا لا أتوجع الآن كفنان، ولا كإنسان، ولا حتى كمجرد كائن حي. أنا لا أعاني هذا الألم ككاثوليكي ولا كمحمدي ولا كملحد. اليوم أعاني فقط. إذا لم تنادني باسم ثيسار باييخو فسوف أعاني أيضا الألم نفسه. لو لم أكن إنسانا أو حتى كائنا حيا، فسوف أعانيه أيضا. إذا لم أكن كاثوليكيا ولا ملحدا ولا محمديا فسوف أعانيه كذلك. اليوم أعاني من الأسفل.
اليوم أعاني فقط.
أتوجع الآن بلا تفسير. إن ألمي من العمق بحيث أنه لا سبب له كما أنه لا يفتقر إلى السبب أي سبب يا ترى؟ أين ذلك الأمر بالغ الأهمية والذي لم يعد سببا له؟ لا شيء سبب له ولا شيء تمكن من ألا يعد سببا له. لماذا ولد هذا الألم، أمن أجل نفسه؟ إن ألمي من ريح الشمال ومن ريح الجنوب، كذلك البيض الحيادي الذي تضعه بعض الطيور الغريبة في الريح. لو ماتت حبيبتي فإن ألمي سيكون نفسه. لو قطعوا رقبتي من جذورها فإن ألمي سيكون نفسه. لو أن الحياة كانت، في نهاية الأمر، بخلاف ذلك فإن ألمي سيكون نفسه. اليوم أعاني من الأعلى.
اليوم أعاني فقط.
أرى ألم الجائع وأفكر أن جوعه يمضي أبعد من معاناتي، وأن ببقائي صائما حتى الموت فإن غريسة من العشب، على الأقل، ستطلع دوما من مقبرتي. الشيء نفسه مع العاشق. يا لدمه الولاّد، على نقيض دمي الذي بلا منبع أو استخدام! ظننت حتى هذه اللحظة أن كل أشياء العالم كانت، بالضرورة، آباء أو أبناء. لكنني هنا وألمي في هذا اليوم ليس أبا أو ابنا. ينقصه ظَهر كي يغرب بقدر ما يفيض عنه صدر كي يشرق ولو وضعوه في المسافة المظلمة لما أنار ولو وضعوه في المسافة المنيرة لما ألقى ظلا. اليوم أعاني، مهما حدث. اليوم أعاني فقط.
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات