خاص- الرومي

فنجاح عاصفة الحزم والحديث عن عاصفة حسم سورية، انعكست تقدماً عسكرياً لقوى المعارضة السورية في الداخل بعد تحرير بصرى وإدلب وانكفاء للنظام السوري وحلفائه الإيرانيين نحو المناطق الإستراتيجية حول دمشق لحمايتها وخصوصاً في الجنوب في إزرع والصنمين كخط دفاع مهم عن العاصمة، وكما لوحظ أيضاً تراجع قصف طائرات النظام عن إلقاء براميل الموت على المدنيين بموازاة الهجوم على حلب لتحريرها وتصاعد العمليات العسكرية في منطقة القلمون مع التوجه نحو احتمال هجوم أوسع للسيطرة على طريق دمشق الساحل وتحرير قرى القلمون والذي سينتج حالة ارتياح لبنانية بإخلاء المسلحين السوريين لمواقعهم في الجرود اللبنانية السورية في منطقة عرسال وربما أيضاً سيخفف من ضغط النازحين بعودة بعضهم إلى قراهم.
ومن نتائج عملية عاصفة الحزم على الساحة اللبنانية أيضاً هدوء ونهاية عاصفة معركة الربيع والتحريض ودق طبول الحرب على المسلحين السوريين في جبال القلمون وعرسال الحدودية والتي سعى حلفاء إيران في أكثر من مرحلة لتوريط الجيش اللبناني من خلالها في الأحداث السورية الداخلية.
وفجأةً أيضاً اختفت الحملة الإعلامية التي عملت على تخويف اللبنانيين من تنظيم
داعش والتي غادرت معظم كتائبها نحو المناطق الداخلية والتي ارتكبت الكبيرة والصغيرة بحق السوريين قبل اللبنانيين وبتسهيل وتشجيع من النظام السوري، واحتمال اجتياحها للمناطق والمدن اللبنانية والتي أثارت الغرائز الطائفية وروجت لفكرة الأمن الذاتي للعديد من القرى والمدن الحدودية وبرعاية وتشجيع من قوى الأمر الواقع التابعة لإيران والقوى السياسية الحليفة.
لا شك أن عملية عاصفة الحزم كانت مفاجأة غير متوقعة وصفعة قوية لإيران وحلفائها وهزيمة معنوية كبيرة لهم قبل أن تكون ردا عسكريا على التمدد الإيراني في اليمن وتهديد أمن ومصالح دول الخليج والدول العربية وستكون نتائجها إيجابية على دول المنطقة وربما نشهد انفراجات سياسية في لبنان بعد تراجع الحضور الإيراني.