
وليس تفضيل الإقامة في تركيا اختيارا ظرفيا أو قصير المدى. إنه اختيار ثقافي واستثمار في المستقبل. ولا ريب أن وجود مليوني سوري في تركيا اليوم سيكون ذا أثر كبير على سورية المستقبل، ولن يكون بلا أثر على تركيا ذاتها. ولي في هذا البلد أصدقاء وشركاء، هم سند شخصي وعام في الآتي من الزمن.
يشجع على التفضيل أيضا أن الحكومة التركية عبرت عن التزامها بدعم كفاح السوريين التحرري منذ وقت مبكر من الثورة السورية. ولذلك بالذات أشعر بالأسف أن يستقبل في تركيا زهران علوش، المشتبه فيه الرئيس بخطف زوجتي سميرة الخليل، وأصدقائي رزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي، منذ 9/12/2013، وكان الأربعة يعيشون في مدينة دوما التي يسيطر عليها علوش، وتشكيله العسكري المسمى "جيش الإسلام".
سميرة ورزان ووائل وناظم مناضلون مجربون ضد النظام الأسدي، مشهود لهم بالشجاعة والإخلاص، ويحظون باحترام عام في سورية وخارجها. ومنذ خطفهم قبل أكثر من عام وأربعة أشهر، طلبنا، أهالي المخطوفتيْن والمخطوفيْن، المساعدة من كل من يقدر عليها في شأن تحريرهم، دون جدوى. والحكومة التركية على علم تام بالقضية التي صارت معروفة عالميا.
كسوري مقيم في تركيا، ألتمس من السلطات التركية الضغط على المشتبه به للإفراج فورا عن سميرة ورزان ووائل وناظم. ولديّ قرائن كافية لإثبات المسؤولية الجنائية على علوش، فضلا عن المسؤولية السياسية القطعية.
إن البلد الذي وفر شروطا عيش مناسبة لنحو مليوني سوري قادر على أن يلزم هذا المشتبه به بتحرير فوري لسميرة ورزان ووائل وناظم، دون مناورة وتسويف. وعدا أن هذا يؤكد الالتزام التركي بدعم كفاح السوريين التحرري، فسيكون له صدى إيجابيا كبيرا في نفوس السوريين، وأثرا طيبا في العالم.