فايسبوكة لافتة للكاتب العراقي حميد العقابي في شباط من عام 1991 والحرب قائمة ( حرب الخليج الثانية أو ما سمّيَ بحرب تحرير الكويت )، كتب ا...
فايسبوكة لافتة للكاتب العراقي حميد العقابي
في شباط من عام 1991 والحرب قائمة ( حرب الخليج الثانية أو ما سمّيَ بحرب تحرير الكويت )، كتب الشاعر الراحل محمود درويش قصيدة بعنوان ( فرسٌ للغريب ) وأهداها إلى ( شاعر عراقي ). وردتْ في هذه القصيدة عبارة :
" ولن يغفرَ الميتون لمن وقفوا مثلنا حائرين "
كتبتُ بعدها بأيامٍ قليلة إشارة تساءلتُ فيها عمّا يريد محمود درويش منّا ( نحن الذين وقفنا حائرين )، وأيّ موقفٍ يمكن لنا أن نتخذه ؟ هل نقف مع المجرم جورج بوش في حربه التي لم تتركَ قصبةً إلا ودمرتها ولا جسراً إلا وهدمته، أو نقف مع المجرم صدام حسين وقراره الأرعن باحتلال الكويت ؟.
ما يدور الآن في العراق من حرب بين طائفتين ظلاميتين لا يختلف كثيراً عمّا جرى في أغلب الحروب السابقة ( أقول ذلك مجاملةً للمتحمسين واحتراماً لدماء الأبرياء، وألا ففي رأيي أن الأمر لا يختلف بتاتاً )، وأني وإنْ أدرك تماماً أن سقف طموحنا واطئ جداً ولا يسمح لنا بأن نحلم بتطابق الموقفين السياسي والأخلاقي في مثل هذه القضية، وهذا الأمر يُجبرنا على الوقوف مع السيء خوفاً مما هو أسوأ، ألا أننا ومن موقعنا البعيد عن ساحة المعركة ( لا موقع البطرانين بل من موقعٍ يساعدنا على الاحتفاظ بشيء من برودة الأعصاب ) أقول يجب علينا أن نقول الحقيقة كاملةً، على الأقل لكي نضع الاحتمال الثالث في الموقف من الطرفين ( لا موقع الحائرين كما ورد في قصيدة درويش وإنما من منظارٍ لم تلوثه الطائفية )، لكي يمكن أن نضيء شمعةً وإن كان خيطها نحيفاً جداً لكن مساحة إضاءتها واسعة، فلابد أن تنكشف أمام الغافل حقيقة أن المأساة التي سيخلفها صراع هاتين القوتين سببها واحد ( واحد فقط )، فالحرب التي تدور الآن سيبدو الانتصار فيها ( للجانب العراقي ) كمنْ أضاع شيئاً ثميناً ثم عثر عليه، ففرحة الانتصار خادعة حيث كان ينبغي على من أضاع ( الشيء الثمين ) أن يكون ( منذ البدء ) حريصاً ولم يضِعه.
لنقلْ بوضوح ودون لفّ ولا دوران :
ألم يعلن السيد مسعود برزاني بأنه أخبر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بوجود داعش على مشارف مدينة الموصل، ولم يفعل الأخير شيئاً لتلافي أمر سقوط المدينة بيد هذه العصابة التي لم تخفِ نواياها ؟
أليس صمت المالكي وحزبه عن هذا الأمر خيانة ؟
أليست هذه الخيانة هي السبب الرئيسي في تمركز داعش وقوتها والتي يدفع الآن الفتيان العراقيون دماءهم في مقارعتها ؟
إذنْ.. أي انتصار سيكون بوجودِ الخونة على رأس السلطة ؟
وما نفع هذا الانتصار إذا جُيرت دماء الشهداء لصالح حكومةٍ دينية لا تختلف في نهجها عن داعش إلا بدرجةٍ واحدة من التخلف والفساد ؟ درجةٍ لا تستحق من أجلها أن تزهق أرواح آلاف الشباب. عندئذ سيجد العراقي نفسه بعد انجلاء غبار المعارك بأنه لم يحصد من تضحياته سوى تغيير في أسماء المسميات نفسها.
.......................
.......................
[ في حديث مصور لصدام حسين مع رفاق حزبه ممن لم يتطوعوا في الحرب العراقية ـ الإيرانية، يسألهم " لماذا لم تتطوعوا ؟ من أنتم ؟ ماذا كنتم قبل ( الثورة ) ؟، وقد كان محقا، فهم لم يكونوا سوى أولاد شوارع جاء بهم صدام ليصبحوا ذوي سلطة ونفوذ. السؤال نفسه ينطرح اليوم أمام أعضاء حزب الدعوة والأحزاب الإسلامية الأخرى : لماذا لم تتطوعوا ؟ من أنتم ؟ ماذا كنتم قبل مجيئكم إلى السلطة ؟ ألستم من أنصار المرجعية التي أفتت بالجهاد ؟ ألا تريدون الجنة التي وعدكم ربكم بها؟ أم أنكم تريدون الدنيا والآخرة متنعمين فيهما بالأموال والسلطة والنساء وتدفعون إلى الموت بالشباب الذين لم يتذوقوا طعم القُبلة بعد. ]
........................
........................
ربما سيسألني أحد : وما الحل ؟
أقول :
لم يترك لنا الأوغاد من موقف سوى ما قاله أبو الطيب المتنبي :
" ومن نكدِ الدنيا على الحر أن يرى
عدوّاً له ما من صداقته بدُّ "
ولكن...
لابد أن ترتفع الأصوات لتعلن بأن سبب مأساتنا هو الإسلام السياسي بقرنيه السني والشيعي، ولا فرق بين داعش وداعش إلا بشكل الفتوى التي تبيح قتلنا.
........................
مخطئ من يتصور أن هادي العامري حينما يعود منتصراً سيتخلى عن قائمة الـ ( مرك بر... ) (*) التي حفظها عن ظهر قلب، والتي لا تترك أحداً خارج دائرتها.
.
.
.
(*) ( مرك بر ) تعني بالفارسية ( الموت للـ....
في شباط من عام 1991 والحرب قائمة ( حرب الخليج الثانية أو ما سمّيَ بحرب تحرير الكويت )، كتب الشاعر الراحل محمود درويش قصيدة بعنوان ( فرسٌ للغريب ) وأهداها إلى ( شاعر عراقي ). وردتْ في هذه القصيدة عبارة :
" ولن يغفرَ الميتون لمن وقفوا مثلنا حائرين "
كتبتُ بعدها بأيامٍ قليلة إشارة تساءلتُ فيها عمّا يريد محمود درويش منّا ( نحن الذين وقفنا حائرين )، وأيّ موقفٍ يمكن لنا أن نتخذه ؟ هل نقف مع المجرم جورج بوش في حربه التي لم تتركَ قصبةً إلا ودمرتها ولا جسراً إلا وهدمته، أو نقف مع المجرم صدام حسين وقراره الأرعن باحتلال الكويت ؟.
ما يدور الآن في العراق من حرب بين طائفتين ظلاميتين لا يختلف كثيراً عمّا جرى في أغلب الحروب السابقة ( أقول ذلك مجاملةً للمتحمسين واحتراماً لدماء الأبرياء، وألا ففي رأيي أن الأمر لا يختلف بتاتاً )، وأني وإنْ أدرك تماماً أن سقف طموحنا واطئ جداً ولا يسمح لنا بأن نحلم بتطابق الموقفين السياسي والأخلاقي في مثل هذه القضية، وهذا الأمر يُجبرنا على الوقوف مع السيء خوفاً مما هو أسوأ، ألا أننا ومن موقعنا البعيد عن ساحة المعركة ( لا موقع البطرانين بل من موقعٍ يساعدنا على الاحتفاظ بشيء من برودة الأعصاب ) أقول يجب علينا أن نقول الحقيقة كاملةً، على الأقل لكي نضع الاحتمال الثالث في الموقف من الطرفين ( لا موقع الحائرين كما ورد في قصيدة درويش وإنما من منظارٍ لم تلوثه الطائفية )، لكي يمكن أن نضيء شمعةً وإن كان خيطها نحيفاً جداً لكن مساحة إضاءتها واسعة، فلابد أن تنكشف أمام الغافل حقيقة أن المأساة التي سيخلفها صراع هاتين القوتين سببها واحد ( واحد فقط )، فالحرب التي تدور الآن سيبدو الانتصار فيها ( للجانب العراقي ) كمنْ أضاع شيئاً ثميناً ثم عثر عليه، ففرحة الانتصار خادعة حيث كان ينبغي على من أضاع ( الشيء الثمين ) أن يكون ( منذ البدء ) حريصاً ولم يضِعه.
لنقلْ بوضوح ودون لفّ ولا دوران :
ألم يعلن السيد مسعود برزاني بأنه أخبر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بوجود داعش على مشارف مدينة الموصل، ولم يفعل الأخير شيئاً لتلافي أمر سقوط المدينة بيد هذه العصابة التي لم تخفِ نواياها ؟
أليس صمت المالكي وحزبه عن هذا الأمر خيانة ؟
أليست هذه الخيانة هي السبب الرئيسي في تمركز داعش وقوتها والتي يدفع الآن الفتيان العراقيون دماءهم في مقارعتها ؟
إذنْ.. أي انتصار سيكون بوجودِ الخونة على رأس السلطة ؟
وما نفع هذا الانتصار إذا جُيرت دماء الشهداء لصالح حكومةٍ دينية لا تختلف في نهجها عن داعش إلا بدرجةٍ واحدة من التخلف والفساد ؟ درجةٍ لا تستحق من أجلها أن تزهق أرواح آلاف الشباب. عندئذ سيجد العراقي نفسه بعد انجلاء غبار المعارك بأنه لم يحصد من تضحياته سوى تغيير في أسماء المسميات نفسها.
.......................
.......................
[ في حديث مصور لصدام حسين مع رفاق حزبه ممن لم يتطوعوا في الحرب العراقية ـ الإيرانية، يسألهم " لماذا لم تتطوعوا ؟ من أنتم ؟ ماذا كنتم قبل ( الثورة ) ؟، وقد كان محقا، فهم لم يكونوا سوى أولاد شوارع جاء بهم صدام ليصبحوا ذوي سلطة ونفوذ. السؤال نفسه ينطرح اليوم أمام أعضاء حزب الدعوة والأحزاب الإسلامية الأخرى : لماذا لم تتطوعوا ؟ من أنتم ؟ ماذا كنتم قبل مجيئكم إلى السلطة ؟ ألستم من أنصار المرجعية التي أفتت بالجهاد ؟ ألا تريدون الجنة التي وعدكم ربكم بها؟ أم أنكم تريدون الدنيا والآخرة متنعمين فيهما بالأموال والسلطة والنساء وتدفعون إلى الموت بالشباب الذين لم يتذوقوا طعم القُبلة بعد. ]
........................
........................
ربما سيسألني أحد : وما الحل ؟
أقول :
لم يترك لنا الأوغاد من موقف سوى ما قاله أبو الطيب المتنبي :
" ومن نكدِ الدنيا على الحر أن يرى
عدوّاً له ما من صداقته بدُّ "
ولكن...
لابد أن ترتفع الأصوات لتعلن بأن سبب مأساتنا هو الإسلام السياسي بقرنيه السني والشيعي، ولا فرق بين داعش وداعش إلا بشكل الفتوى التي تبيح قتلنا.
........................
مخطئ من يتصور أن هادي العامري حينما يعود منتصراً سيتخلى عن قائمة الـ ( مرك بر... ) (*) التي حفظها عن ظهر قلب، والتي لا تترك أحداً خارج دائرتها.
.
.
.
(*) ( مرك بر ) تعني بالفارسية ( الموت للـ....
ليست هناك تعليقات