إبراهيم الجعفري نتاجُ ( ثقافةٍ ) روزخونية، تعتمد على لغةٍ فضفاضةٍ لا يشغلها كثيراً فحوى القول بقدر ما تشغلها طريقة إيصاله إلى المستمع، منمّقاً، مفتعِلاً بلاغةً تحاول أن تجد لها جذوراً في التراث. ولأن الروزخون قد اعتاد على إلقاء الخطبِ المنبرية حتى لو لم تكن في ذهنه فكرةٌ يريد إيصالها، فهو يلتجئ إلى الإطناب والثرثرة والتلاعب بالمترادفات، فتراه يتحدث ساعةً دون أن يقول جملة مفيدة.
( بالمناسبة، اللغة العربية تساهم في إغراء الروزوخون على التمادي في اللغو واللاقصدية، فبإمكان المتحدث بها أن يعيد تشكيل الجملة بصياغاتٍ مختلفة ولا يضيف للمعنى شيئاً جديداً ). إضافةً إلى أن لغة الروزوخون استعلائية، يقينية، تحتقر السامعَ بلا حياء، وهذا الأمر ( في رأيي ) ناجمٌ عن سببين، أولهما : إن الروزخون يعتبر نفسه ناطقاً باسم الدين فلا يحق للسامع الإعتراض عليه. مثال على ذلك الشيخ أحمد الوائلي، فلو أصغينا إلى أحاديث مجالسه نجده يستخدم فعل الأمر بكثرةٍ وباستعلاء مثيرٍ للنفور، مبتدئاً كل حكاية أو فكرة بعباراتٍ مثل ( أصغِ إلي، انتبه لي، افتحْ مخك جيداً، اسمعْ، دعني أوضح لك، دير بالك، خلّ بالك يمّي.... الخ )، مستغِلاً استكانة السامع ورضوخه، مموّهاً فكرته بالأستذةِ حتى لو كانت فكرةً ساذجة.
أما السبب الثاني فهو ثقة الروزخون بجهلِ المخاطَب، فهو حينما يقول مثلاً " نزل علي الأكبر إلى المعركة وضرب بسيفه الأعداء فقتلَ منهم ثلاثةَ آلاف مقاتل. "، هو واثق من أن الجالس تحت منبرهِ لا يعترض على هذه المبالغة الغبية أو أنه متواطئ ضد عقله، وربما هو مسحورٌ بالحكاية التي يعرفها جيداً ولا يملّ من سماعها.
الروزوخون ثرثارٌ لا رقيبَ على لسانه، يقول ما يشاء، وإنْ أعياه أمرٌ وافتضِحَ جهلُه، يلتجئ إلى اللعبة التي يتقنها جيداً ( بحكمِ الممارسة ) وهي التلاعب بالمفردات والبلاغة الرثة، والثقافة الروزوخونية شفاهيةٌ، وما بين الشفاهيةِ والتدوينِ مسافةُ وعيٍ شاسعة.
..........................
..........................
من مهازلِ زمننا أن يكون روزخونٌ كإبراهيم الجعفري وزيراً للخارجية، فشتّان ما بين لغة الدبلوماسية التي تُحسب بدقةٍ حروفها المنطوقة وغير المنطوقة، بل حتى حركات الجسد وملامح الوجه يتم التركيز عليها، وتُسلّط عليها الأضواء أمام العالم... وبين لسانِ جاهلٍ ثرثار.
روائي عراقي
( بالمناسبة، اللغة العربية تساهم في إغراء الروزوخون على التمادي في اللغو واللاقصدية، فبإمكان المتحدث بها أن يعيد تشكيل الجملة بصياغاتٍ مختلفة ولا يضيف للمعنى شيئاً جديداً ). إضافةً إلى أن لغة الروزوخون استعلائية، يقينية، تحتقر السامعَ بلا حياء، وهذا الأمر ( في رأيي ) ناجمٌ عن سببين، أولهما : إن الروزخون يعتبر نفسه ناطقاً باسم الدين فلا يحق للسامع الإعتراض عليه. مثال على ذلك الشيخ أحمد الوائلي، فلو أصغينا إلى أحاديث مجالسه نجده يستخدم فعل الأمر بكثرةٍ وباستعلاء مثيرٍ للنفور، مبتدئاً كل حكاية أو فكرة بعباراتٍ مثل ( أصغِ إلي، انتبه لي، افتحْ مخك جيداً، اسمعْ، دعني أوضح لك، دير بالك، خلّ بالك يمّي.... الخ )، مستغِلاً استكانة السامع ورضوخه، مموّهاً فكرته بالأستذةِ حتى لو كانت فكرةً ساذجة.
أما السبب الثاني فهو ثقة الروزخون بجهلِ المخاطَب، فهو حينما يقول مثلاً " نزل علي الأكبر إلى المعركة وضرب بسيفه الأعداء فقتلَ منهم ثلاثةَ آلاف مقاتل. "، هو واثق من أن الجالس تحت منبرهِ لا يعترض على هذه المبالغة الغبية أو أنه متواطئ ضد عقله، وربما هو مسحورٌ بالحكاية التي يعرفها جيداً ولا يملّ من سماعها.
الروزوخون ثرثارٌ لا رقيبَ على لسانه، يقول ما يشاء، وإنْ أعياه أمرٌ وافتضِحَ جهلُه، يلتجئ إلى اللعبة التي يتقنها جيداً ( بحكمِ الممارسة ) وهي التلاعب بالمفردات والبلاغة الرثة، والثقافة الروزوخونية شفاهيةٌ، وما بين الشفاهيةِ والتدوينِ مسافةُ وعيٍ شاسعة.
..........................
..........................
من مهازلِ زمننا أن يكون روزخونٌ كإبراهيم الجعفري وزيراً للخارجية، فشتّان ما بين لغة الدبلوماسية التي تُحسب بدقةٍ حروفها المنطوقة وغير المنطوقة، بل حتى حركات الجسد وملامح الوجه يتم التركيز عليها، وتُسلّط عليها الأضواء أمام العالم... وبين لسانِ جاهلٍ ثرثار.
روائي عراقي